(فصل): في ذكر الكفر والنفاق والفسق وحقائقها
(فصل): في ذكر الكفر والنفاق والفسق وحقائقها
  قال #: (والكفر لغة) أي في لغة العرب: (التغطية) ومنه سمي الزراع كافراً لأنه يغطي البذر بالتراب، وسمي الليل المظلم كافراً لأنه يستر بظلمته كل شيء، وكذلك تسمية البحر كافراً لأنه يستر ما فيه.
  قال لبيد بن ربيعة يصف دخول الشمس في الليل ومغيبها في الظلام شعر:
  حتى إذا ألقت يداً في كافرٍ ... وأجن عورات الثغور ظلامها
  ومن ذلك سمي الكافر بالله لأنه يستر نعم الله، وهو مشتق من الكَفَر بالفتح وهو التغطية يقال: كفرت الشيء أكفِره بالكسر كفراً أي: سترته، ورماد مكفور إذا سفت الريح التراب عليه حتى غطته. ذكر هذا في الصحاح.
  (و) الكفر (في عرفها) أي في عرف اللغة: (الإخلال بالشكر قال الشاعر وهو عنترة:
  نبئت عمراً غير شاكر نعمتي ... والكفر مخبثة لنفس المنعم)
  أراد بالكفر هنا الإخلال بشكر النعمة.
  قال في الصحاح: والكفر أيضاً جحود النعمة وضد الشكر.
  (و) الكفر (ديناً) أي في دين الله بنقل الشارع له إلى أصول الدين: (عصيان) لله تعالى مخصوص (مخرج لمرتكبه) أي لفاعله (من ملة الإسلام) أي من دين الإسلام وذلك كمن يجحد بالله تعالى أو برسله أو ينسب إلى الله تعالى صفات النقص أو نحو ذلك مما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
  وأما من حد الكفر في الشرع بأنه ما يستحق عليه أعظم أنواع العقاب فهو دور محض.
  قال الإمام المهدي #: ونحن نأتي له بحد يكشف عن تفاصيله ولا يلزم منه دور فنقول: الكفر هو الخلو عن معرفة الله تعالى أو نبوة نبيئه أو الاستخفاف