[خروج الزبير من المعركة ومقتله]
  فقال لمحمد بن أبي بكر: «شأنك بأختك» فأدخلها البصرة ثم ردها إلى المدينة.
  وروي أن أصحاب علي # يوم الجمل كانوا خمسة عشر ألفاً وأصحاب طلحة والزبير كانوا خمسة وثلاثين ألفاً فما كان إلا ثلاث ساعات أو أربع حتى قتل من الفريقين زهاء نيف وعشرين ألفاً، ونادى منادي علي # ألا لا تجيزوا على جريح ولا تتبعوا مدبراً ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا امرأة، من دخل داره وألقى سلاحه فهو آمن، وما حوت المنازل والدور فهو ميراث. وإنما قال ذلك لأنه لم يكن لهم فئة.
  وروي أن عدة القتلى ثلاثون ألفاً.
[خروج الزبير من المعركة ومقتله]
  وأما الزبير فإنه لما التقت الصفوف دعاه علي # فخرج إليه على فرسه ومعه سلاحه وعلي # على بغلة النبي ÷ بغير سلاح فقيل لعائشة إن الزبير قد خرج إلى علي، فقالت: قتل الزبير سمعت رسول الله ÷ يقول: «لا يبارز علي أحداً إلا قتله» فقيل لها: إن علياً دون سلاح، فقالت: الحمد لله.
  فقال علي # للزبير: «أتذكر يوم طلعت ونحن في بني بياضة وأنا مع النبي ÷ فضحك إلي الرسول ÷ وضحكت له فقلت له أنت: يا رسول الله إن ابن أبي طالب لا يترك دعابته، فقال لك: «ليست بدعابة» وإنما قلت له حين طلعت علينا يا علي أتحب الزبير؟ قال: نعم، قلت له: أما إنه سيقاتلك وهو ظالم لك(١).
(١) روى الخبر ابن أبي الحديد في شرح النهج بلفظ: (ستقاتله وأنت له ظالم) مخاطبا به الزبير، وذكره المسعودي في مروج الذهب، ورواه ابن عساكر بلفظ: (إنك تقاتلني)، ونحوه من مناشدة أميرالمؤمنين (ع) للزبير، ورواه الحاكم في المستدرك بلفظ: (أنك تقاتلني وأنت لي ظالم)، والبيهقي في دلائل النبوة، ورواه البخاري في التاريخ الكبير بلفظ: (تقاتلني ظالما)، وفي الكنى، =