شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): فيما يجوز إطلاقه على الله سبحانه من الأسماء وما لا يجوز

صفحة 551 - الجزء 1

  قوله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ}⁣[الأنعام: ١٩]، أي: أي شيء من الأشياء المتشابهة والشيء الذي ليس كالأشياء أكبر شهادة.

  واعلم أن لفظ شيء أعم العام لوقوعه على ما يصح أن يعلم ويخبر عنه ولذلك صح أن يقال: الله سبحانه وتعالى شيء لا كالأشياء أي: معلوم لا كسائر المعلومات، ولم يصح أن يقال: جسم لا كالأجسام؛ لأن الجسم هو الطويل العريض العميق، فإذا قيل: لا كالأجسام كان مناقضة.

  وأما المعدوم فلا يسمى شيئاً إلا على طريق المجاز كما سبق ذكره.

  وقال الشيخ أبو محمد الناشي: لا يطلق اسم شيء على غير الله تعالى بل يقال له: مُشَيَّأ.

  وقال جهم بن صفوان من المجبرة، والباطنية بأسرهم: لا يجوز أن يطلق اسم شيء على الله تعالى مطلقاً، بل إنما يطلق على غيره تعالى.

[فرع على ما يجوز إطلاقه على الله تعالى من الأسماء]

  (فرع) يتفرع على معرفة ما يجوز إطلاقه على الله تعالى من الأسماء (والجلالة) وهي لفظ الله (اسم لله تعالى بإزاء) صفة (مدح) له جل وعلا وتلك الصفة هي صفات الكمال التي لأجلها تحق له العبادة والعبودية.

  ومعنى أنه موضوع بإزائها أنه إذا أطلق يفهم منه تلك الصفات وهذا مذهب الجمهور من أهل علم الكلام، فعلى هذا هو غير مشتق.

  وكذلك روي عن سيبويه⁣(⁣١) والأخفش من أئمة اللغة العربية أنه غير مشتق.


(١) عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، أبو بشر، الملقب سيبويه: إمام النحاة، وأول من بسط علم النحو. ولد في إحدى قرى شيراز (١٤٨ هـ) وقدم البصرة، فلزم الخليل بن أحمد ففاقه. وصنف كتابه المسمى «كتاب سيبويه - ط» في النحو، لم يصنع قبله ولا بعده مثله. ورحل إلى بغداد، فناظر الكسائي، وأجازه الرشيد بعشرة آلاف درهم، وعاد إلى الأهواز فتوفي بها (١٨٠ هـ) وقيل: وفاته وقبره بشيراز. وكانت في لسانه حبسة. و «سيبويه» بالفارسية رائحة التفاح. وكان أنيقا جميلاً، توفي شاباً. (الأعلام للزركلي باختصار).