[فرع: في نفي الوالد والولد عن الله]
  ولا تقوم له أصلاً، {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً}، معنى {تَجَلَّى}؛ أي: أظهر آيته، وأبان قدرته. انتهى
  وقال القاسم #: وإنما معنا قوله: أرني أنظر إليك هو أرني آية من كبار آياتك أنظر بها إلى عجائب قدرتك وإلى ما لا أشك فيه من عجائب فعلك الذي لا يناله غيرك ولا يقدر عليه سواك فأوحى الله إليه: إنك لن تراني، يقول: إنك لن ترى مني تلك الآية لضعف بنيتك عما طلبت من عظيم آياتي التي لا يقوم لها فطر الآدميين ولا يقدر على تأملها أحد من الآدميين» ... إلى آخر كلامه # على مثل كلام الهادي #.
  وقال القاسم # في موضع آخر: فكيف يُتوهم أن يكون موسى ﷺ، سأل ربه مسألة القوم الذين أخذوا بالنقم من أجل تلك المسألة التي سألوا موسى أن يريهم الله جهرة، وقد علم موسى أن سؤالهم عن ذلك شركٌ، وقد نهى موسى قومه عن معاني الشرك كلها، ولم يكن صلى الله عليه ليخالفهم إلى ما نهاهم عنه، لأن مسألة القوم له كفر، ولا يجوز أن يُتوَّهم على موسى أن يسأل الله مسألة هي كفر، ولو كانت مسألة موسى على ما توهم المشبهون لنزلت به من الله العقوبة مثل ما نزل بغيره. انتهى.
[فرع: في نفي الوالد والولد عن الله]
  وهذا (فرع) أيضاً يتفرع على كونه تعالى لا يشبه شيئاً (و) هو أن (الله تعالى لم يلد ولم يولد) كما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الصمد حين سألت اليهود لعنهم الله النبي ÷ عن الله تعالى فأنزل الله عليه سورة الصمد.
  وقال (بعض اليهود) قال في الكشاف: وهم ناس من اليهود ممن كان بالمدينة وما هو بقول كلهم قال: وعن ابن عباس(١) ¥: جاء إلى رسول الله سلام بن
(١) عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي، حبر الأمة، وترجمان القرآن. ولد قبل الهجرة، وحنّكه النبي ÷ بريقه، ودعا له، ويسمى البحر لسعة علمه، وهو أحد الستة =