شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[خطبة علي # بعد رجوعه إلى الكوفة واستعداده للحرب]

صفحة 361 - الجزء 3

  وأشهد أن علي بن أبي طالب ¥ قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي ÷ الذي نعته. انتهى بلفظه.

[خطبة علي # بعد رجوعه إلى الكوفة واستعداده للحرب]

  ولما قدم علي # الكوفة قام خطيباً فقال بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على محمد ÷ «أما بعد أيها الناس فأنا فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيري ولو لم أكن فيكم ما قوتل الناكثون ولا القاسطون ولا المارقون»⁣(⁣١).

  ثم قال #: «سلوني قبل أن تفقدوني فإني عن قليل مقتول فما يحبس أشقاها أن يخضبها بدم أعلاها فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تضل فئة أو مائة تهدي مائة إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها إلى يوم القيامة إن القرآن لا يعلم علمه إلا من ذاق طعمه وعلم بالعلم جهله وأبصر عمله وأسمع صممه وأدرك به مأواه وحياته بعد أن مات فأدرك به الرضا من الله فاطلبوا ذلك عند أهله فإنهم في بيت الحياة ومستقر القرآن ومنزل الملائكة وأهل العلم الذين لا يخرجهم علمهم عن عملهم وظاهرهم عن باطنهم هم الذين لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه قد مضى فيهم من الله حكم صادق وفي ذلك ذكرى للذاكرين⁣(⁣٢).

  أما إنكم ستلقون بعدي ذلاً شاملاً وسيفاً قاتلاً وإمرة قبيحة يتخذها الظالمون عليكم سنة تفرق جموعكم وتبكي عيونكم ويدخل الفقر بيوتكم وستذكرون ما اقول لكم عن قليل ولا يبعد الله إلا من ظلم».


(١) ذكره في نهج البلاغة عن علي (ع)، ورواه البغوي في تاريخه، وروى بعضه النسائي في سننه، وابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو نعيم في الحلية، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة، وابن عساكر في تاريخ دمشق.

(٢) رواها كاملة البغوي في تاريخه.