شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في بيان المحكم والمتشابه من القرآن وما يتعلق بذلك

صفحة 457 - الجزء 2

تنبيه:

  اعلم أن الوقف عند علماء الأصول والنحو وغيرهم جائز على أي موضع من الكلام كان إلا أن يتعمد الوقف في القرآن على مواضع الإيهام.

  وأما عند القراء فقد ذكرنا ما فيه فيما سبق.

  قال (القاسم بن إبراهيم و) حفيده (الهادي و) ولده (المرتضى والحسين بن القاسم العياني $) والإمام أحمد بن سليمان #: (وفواتح السور) أي الحروف المقطعة التي في أوائل السور (نحو: {ألم}) و {كهيعص} و {طه} و {يس} ونحو ذلك (مما استأثر الله تعالى بعلم معانيها) دون خلقه.

  قال (القاسم #) وكذا الهادي # في رواية الفصول: (ويجوز أن يطلع الله بعض أوليائه) من الأئمة والصالحين (على معانيها).

  قال القاسم # في جواب من سأله: وأما {المص ١} وأشباهها، {وَالْمُرْسَلَاتِ}، {وَالنَّازِعَاتِ}، وأمثالها فإن فيها من العلوم والسر للوحي المكتوم ما لا يعلمه إلا من وهبه الله إياه وألهمه فيه وفي العلم به هُدَاهُ.

  وقال الهادي #: {حم ١ عسق ٢} حروف تولى الله علمها لم يبينها لأحد من خلقه إذ ليس له فيها أمر ولا نهي ولا فرض ولا أمر تعبد به عباده فيحتاجوا إلى علمه ومعرفته.

  وقال الإمام أحمد بن سليمان #: ولو أعلم الله بها النبي ÷ لأَعلم بها النبي أمته.

  قال #: (قلت: بل الأظهر أنها) أي فواتح السور باقية (على معانيها الوضعية) من كونها حروف الهجاء (أقسم الله [تعالى] بها كإقسامه بالنجم والسماء ونحوهما) كالليل والنهار والعصر وغير ذلك، (بدليل صحة العطف على كثير منها) أي من فواتح السور (بمُقْسَمٍ به مثلها نحو:) قوله تعالى ({ق وَالْقُرْآنِ) الْمَجِيدِ}⁣[ق: ١]، فهذا قسم بالقرآن المجيد بلا شك أي