شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[طريق الإمامة بعد الحسنين $ والكلام مع الإمامية في ذلك]

صفحة 406 - الجزء 3

  بالميراث وإنها لبني العباس دون غيرهم من الناس (فلا يعتد به لأن الإجماع) على صحة الإمامة في أولاد الحسنين $ (قد سبقه، ولخروجه) أي ابن الراوندي (من الأمة) أي أمة النبي ÷ (باشتهار زندقته) أي كفره وإلحاده إذ قد رويت عنه أنواع من الكفر منها اعتراضه على القرآن بأن فيه تناقضاً وكذباً ومنها اعتراضه على الله سبحانه في أفعاله تعالى كما أشار إليه في قوله هو:

  كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه ... وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا

  هذا الذي ترك الأوهام حائرة ... وصير العالم النحرير زنديقا

  وقد ذكرنا بعض ذلك جملة عنه من حكاية الحاكم فيما سبق.

  واعلم أن الراوندية إنما دسوا هذا القول أعني كون الإمامة تستحق بالميراث في زمن السفاح تقرباً إلى بني العباس واستجلاباً لما في أيديهم من الحطام ذكر ذلك المسعودي في المروج ولا يخفى بطلانه على كل عاقل فلا وجه للاشتغال بالرد عليهم.

  وأما الرد عليه في الاعتراض على القرآن وعلى الله تعالى فقد تقدم في ذكر القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وتقدم الرد عليه في الاعتراض على الله سبحانه في كتاب العدل.

  وقد رد عليه ونقض أقواله أئمة العدل والتوحيد.

[طريق الإمامة بعد الحسنين $ والكلام مع الإمامية في ذلك]

  قال (أئمتنا $ وشيعتهم: وطريقها) أي الإمامة أي الطريق إلى كون الشخص إماماً تجب طاعته واتباعه (بعد الحسنين @ - القيام والدعوة) ممن جمع شرائطها التي تقدم ذكرها.

  ومعنى القيام والدعوة أن يشهر نفسه لمحاربة الظالمين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويشهر سيفه وينصب رايته ويبث الدعاة للناس إلى إجابته