شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[إيلام العاصي تعجيل عقوبة]

صفحة 194 - الجزء 2

  سبحانه لهم (للصبر على الألم والرضا به فقط) أي لا لغير ذلك (إذ هو) أي إيلامهم لهذه المصلحة العظيمة (حسن كالتأديب) للصبي ونحوه لمصلحة لهما وكابتداء التكليف فإن في أعمال التكليف ما يؤلم ويتعب كالجهاد والصوم وغير ذلك وهو عرض على استكثار الخير.

[إيلام العاصي تعجيل عقوبة]

  (وأما) إيلام العاصي فإنه يحسن من الله سبحانه (إيلام أهل الكبائر) المحبطة للطاعات ويكون (تعجيل عقوبة) لهم (فقط)، لا عوض لهم فيه ولا منفعة.

  (وقيل): بل لهم عوض لأنه (لا عقاب قبل الموافاة) أي قبل موافاة يوم القيامة فيكون لهم فيه عوض، وهذا قول أبي هاشم.

  وخالفه أبو علي فقال: يجوز أن يكون إيلامهم عقوبة فقط.

  (لنا) حجة على ما ذهبنا إليه من أن إيلام أهل الكبائر لا عوض فيه: (قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ٣٠}⁣[الشورى]، فدلت هذه الآية أن المصائب النازلة بالعصاة من الآلام وغيرها بسبب كسبهم المعاصي وهذا هو العقوبة فالآية خاصة بأهل الكبائر أو عامة.

  وروى في الكشاف عن النبي ÷: «ما من اختلاج عرق ولا خدش عود ولا نكبة حجر إلا بذنب ولما يعفو الله أكثر».

  وأيضاً إيلامنا لأهل الكبائر بإقامة الحدود كأنه من الله لأنه أمر به.

  (ولا خلاف) بين العلماء (أن الحد عقوبة) لا عوض فيه لمن أقيم عليه، (ولقوله تعالى): {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٢}⁣[النور])، فنص تعالى على أن الحد