شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الفصل الرابع في ذكر أحوال القيامة]

صفحة 257 - الجزء 4

  ذلك أن رفعهما هو انقطاع أهل تعظيمهما والعمل بأحكامهما كما ورد في الأثر عنه ÷: «إن الله لا يرفع العلم انتزاعاً ينتزعه لكن يقبض العلماء ..» الخبر، وكذلك لا ترتفع حجارة الكعبة كما لا ترتفع الحروف المكتوبة من القرآن بل يموت كل معترف بفضلها من المؤمنين.

  قال: فإن صحت الآثار فلا مانع من ذلك لكن لا يرتفع مع بقاء التكليف.

  وأما نار عدن فقد ورد أنها تخرج وتسوق الناس فلا مانع والأقرب أنه أيضاً من الملجئات.

  وأما الخسفان في المغرب والمشرق فقيل قد وقعا وقيل بل يقعان وليسا من الملجئات.

  قال: وأما نزول عيسى # فقد قال أصحابنا إنه لا ينزل إلا بعد ارتفاع التكليف، وقيل: مع بقاء التكليف، وقد ورد في نزوله آثار كثيرة ولا مانع منه.

  وأما يأجوج ومأجوج فهم من أولاد يافث بن نوح خلقتهم مخالفة ففيهم الطول المتعدي والقصر المتعدي ورد ذلك في التفسير والآثار، والأقرب أن خروجهم بعد وقوع الملجئات لقوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ}⁣[الكهف: ٦٨]، يعني الردم، {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ٩٩}⁣[الكهف].

[الفصل الرابع في ذكر أحوال القيامة]

  وأما الفصل الرابع: وهو في ذكر أحوال القيامة قال #: أحوالها فاجعة للمجرمين ولا ينجي من كربها وفجائعها إلا الاستعداد بصالح العمل ولا يتم إلا مع تقصير الأمل والتصور في كل ساعة لحلول الأجل.

  قلت: وأنا أذكر بعضاً من أحوالها فمن ذلك ما أشار إليه الإمام # بقوله: