شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل: [في أن القرآن خطاب للموجودين]

صفحة 452 - الجزء 2

فصل: [في أن القرآن خطاب للموجودين]

  (وهو) أي القرآن (خطاب للموجودين) وقت وحيه من الثقلين (اتفاقاً) بين الأمة.

  (والمختار وفاقاً للحنابلة) أي أتباع أحمد بن حنبل أنه خطاب للموجودين (وخطاب لمن أدرك) أي بلغ حد التكليف ممن يوجد (بعدهم) أي بعد الموجودين فهو يعمهم بالخطاب حقيقة.

  قال في الفصول: وهي عند بعض أئمتنا الحقيقة العرفية كالوصية للأولاد.

  وإنما كان خطاباً للموجودين والمعدومين كما كان النبي ÷ مرسلاً إلى الموجودين والمعدومين وذلك (لأن السابق مأمور بإبلاغه اللاحق كما أن النبي ÷ مأمور بإبلاغه الموجود) أي كل موجود من الثقلين في عصره ÷ ولو كان من أهل البلدان النائية عنه ÷ فكما أنه ÷ مأمور بإبلاغه كل الموجودين في وقته ÷ فهو خطاب لهم وإن وقف على شرط آخر وهو تبليغ النبي ÷ إليهم، وإذا كان خطاباً لهم كان خطاباً لمن بعدهم وإن وقف على شرط وهو وجودهم وتكليفهم إذ لا فرق بين الموجودين في عصره ÷ النائين عنه وبين من بعدهم.

  (ولقوله تعالى ملقناً لرسوله ÷): {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}⁣[الأنعام: ١٩])، أي ومن بلغه القرآن من العرب والعجم والإنس والجن إلى يوم القيامة ففي الآية دلالة على أنه أريد بالقرآن الخطاب لكل مكلف إلى يوم القيامة.

  وقال (الجمهور): ليس القرآن خطاباً لمن أدرك من المعدومين وقت وحيه إذ خطاب المعدوم محال (بل لزم من بعدهم) أي بعد الموجودين وقت وحيه (بدليل آخر وهو إما الإجماع) من الأمة على أن حكم من أدرك من المعدومين وقت وحيه كحكم الموجودين.