شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في بيان الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل

صفحة 563 - الجزء 1

  فقال (أبو علي) ومتابعوه: (وهما من صفات الفعل أي) هو تعالى (فاعل للعصاة) من عباده (ضد الانتقام) أي: ضد المعاقبة (من إسبال النعم) عليهم (والتمهيل) لهم (وقبول توبة التائب) منهم ونحو ذلك من أنواع التفضلات فهي صفة فعل راجعة إلى الإثبات.

  وقال (أبو هاشم) ومن تابعه: (بل) هما (صفة نفي أي: تارك للانتقام) من عباده العاصين عقيب عصيانهم أي: لا يعجل بالانتقام منهم فهي راجعة إلى النفي إذ لا مشار إليه عقيب فعل المعصية يسمى حلماً وغفراناً سوى ذلك النفي.

  قال #: (قلت: وهو) أي: ما ذكره أبو هاشم (الحق؛ لأنه معناه لغة) أي: في لغة العرب؛ لأنه يقال: حلم فلان عن فلان أي: لم يعاقبه أو لم يعجل بعقوبته وكذلك غفر له أي: لم يعاقبه.

[فرع: على فصل الفرق بين صفات الفعل وصفات الذات]

  (فرع) يتفرع على هذا الفصل المتضمن للفرق بين صفات الفعل وصفات الذات (وهو أن خالق ما سيكون) وإن كان صفة فعل فهو (حقيقة) لغوية (وفاقاً لبعض أهل) علم (العربية وأبي هاشم فلا يفتقر) إطلاقه على الله سبحانه (إلى السمع) لكونه حقيقة.

  قال في كتاب دامغ⁣(⁣١) الأوهام ما لفظه: تنبيه: اختلف الشيخان في الأسماء المشتقة كضارب وقاتل وما أشبههما مما ليس باسم للمختص بصفة بل لمن يصدر منه الفعل فاشتق له منه اسم:

  فقال أبو علي: إنما هو حقيقة في الحال دون الماضي والاستقبال، فقولك: زيد ضارب عمراً إنما هو وصف حقيقي للضارب في الحال فقط، وكذا ما أشبهه من أسماء الفاعلين لا أسماء الصفات كقادر وعالم ومريد وكاره فإنها عامة للأوقات؛


(١) للإمام المهدي أحمد بن يحيى #.