شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): يذكر فيه # بيان وجه الحكمة في خلق المكلفين وسائر المخلوقين وما يتصل بذلك

صفحة 167 - الجزء 2

  قلت: وقد نقلت من كلامه # زبدة قصداً للإفادة وتأكيداً لما قد تقدم ذكره من الأدلة التي تضمنها هذا المختصر المبارك.

(فصل): يذكر فيه # بيان وجه الحكمة في خلق المكلفين وسائر المخلوقين وما يتصل بذلك

  قال #: (والله سبحانه متفضل بإيجاد الخلق مع إظهار الحكمة) أي إظهار كون الله تعالى حكيماً عالماً لا يفعل العبث وما لا حكمة فيه.

  والتفضل والإحسان من الله سبحانه على الخلق في إيجادهم وكونهما داعيين إلى فعل الإحسان والجود مقرر في بدايه العقول في حق من يجوز عليه الانتفاع فكيف حال من لا يجوز عليه الانتفاع فيكون الإحسان من جهته أكمل ووقوعه في هذه الحالة أبلغ. هكذا ذكره الإمام يحيى #(⁣١).

  قالت (العدلية): إن الله سبحانه (خلق المكلف ليعرضه على الخير) أي ليجعله متمكناً من نيل الخير وهو الفوز بجزيل الثواب والتنعم بسوابغ النعم الدائمة في الدرجات الرفيعة والمنازل العظيمة وهذا من النفع الذي لا نفع أعظم منه ولا منزلة أعلى منها.

  ولهذا فإنا نعلم ضرورة بالبديهة استحسان العقلاء عمل المشاق العظيمة لاكتساب اليسير من المنافع فكيف لا يجوز تحمل هذه التكاليف اليسيرة لهذا النفع العظيم الذي لا يساويه نفع ولا يقرب منه.

  وقالت (المجبرة: بل) خلقه (للجنة أو النار) أي ليدخل بعضهم الجنة وبعضهم النار.

  وقيل: بل لإظهار قدرته تعالى وهو مروي عن قاضي القضاة.

  وقيل: لا لغرض وهو مروي عن برغوث وابن الخطيب الرازي.


(١) من هنا بياض في الأصل ... إلى قوله: قالت العدلية. ذكر مقابله في الهامش: ينقل من كلام الأئمة هنا.