شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معنى الكرسي في حق الله]

صفحة 404 - الجزء 1

  معناه: أنه يتحمل أمر ملكه سبحانه من الحساب وغيره) من أعمال يوم القيامة (ثمانية أصناف من الملائكة) $؛ لأن الملائكة أصناف كثيرة على ما ورد به الأثر عن النبي ÷.

  وعن الضحاك⁣(⁣١): هم ثمانية أصناف لا يعلم عددهم إلا الله.

  وعن الحسن البصري: لا أدري أهم ثمانية أم ثمانية آلاف.

  وقال الهادي إلى الحق # في جواب أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم: «أما العرش فهو الملك وأما يومئذ فهو يوم القيامة، وأما الثمانية الذين ذكرهم الله فقد يمكن أن يكونوا ثمانية آلاف أو ثمانية أصناف أو ثمانية أملاك والله أعلم وأحكم.

  وأما حملهم فهو تأدية ما أمرهم الله بأدائه إلى من أمرهم به الله من عباده من الكرامة والنعيم والإحسان وفوائد الخير وما يأتيهم من الرحمة والغفران.

  وقال الحسين بن القاسم بن علي $ في تفسيره: والعرش في هذا الموضع هو الملك المعروش المخلوق، ومعنى: ثمانية قد يمكن أن يكون عنى ثمانية آلاف أو ثمانية أصناف من الملائكة يقومون بالعرش الذي هو الخلق ويحيطون بهم ويتحملون حسابهم ويتولون سوقهم وأمورهم.

  قال #: فهذا أحسن ما أرى في ذلك والله أعلم.

[معنى الكرسي في حق الله]

  (والكرسي) المذكور في القرآن في قوله ø: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ}⁣[البقرة: ٢٥٥]،: (عبارة عن علمه تعالى؛ لأن الكرسي في أصل اللغة: العلم، ولوحظ) ذلك الأصل (في استعمالها) أي: في استعمال اللغة، (قال أبو ذؤيب الهذلي:


(١) الضحاك بن مزاحم البلخي الخراساني، أبو القاسم: مفسر. كان يؤدب الاطفال. ويقال: كان في مدرسته ثلاثة آلاف صبي. قال الذهبي: كان يطوف عليهم على حمار. له كتاب في (التفسير) توفي بخراسان ١٠٥ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار).