(باب): [في ذكر القيامة]
  كرم الله وجهه فقرأ قوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا}[مريم: ٨٥] قال: «لا والله ما على أرجلهم يحشرون ولا يساقون ولكنهم يؤتون بنوق من نوق الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها، رحالها الذهب») قال في الصحاح: الرحل رحل البعير وهو أصغر من القتب والجمع الرحال وثلاثة أرحل والرحال أيضاً الطنافس الحيرية وعليه قول الشاعر:
  نشرت عليه برودها ورحالها ... ......................
  (وأزمتها الزبرجد، فيقعدون عليها حتى يقرعوا باب الجنة»، ثم قال) يعني ابن البيع: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، يعني: البخاري ومسلماً) لأنه صنف كتابه المستدرك وذكر فيه ما لم يخرجاه وهو على شرطهما.
  وفي هذا تصريح بعدم الجسر أيضاً.
  (و) ما (روى البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة عن النبي ÷) أنه قال: «يحشر الناس على ثلاث طرائق»)(١) أي ثلاث فرق، ولعل المراد ما تقدم ذكره في خبر أبي ذر ثلاثة أفواج فوجاً راكبين طاعمين كاسين وفوجاً تسحبهم الملائكة على وجوههم وفوجاً يمشون ويسمعون ... الحديث.
  قال في الصحاح: طريقة القوم أماثلهم وخيارهم ويقال: هذا رجل طريقة
= ودمشق، وقتل بالشام سنة أربع وستين، واحتج به الترمذي. (الجداول الصغرى باختصار).
(١) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، والنسائي في سننه، والبغوي في شرح السنة، وابن حبان في صحيحه، وابن أبي شيبة في مصنفه، والطبراني في الكبير، وروى نحوه الترمذي في سننه بلفظ: «ثلاثة أصناف ... إلخ»، وأحمد في مسنده، والطيالسي في مسنده، والبزار في مسنده، والديلمي في الفردوس.