نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب الأوقات

صفحة 113 - الجزء 1

  (أئمة العترة والثوري ومالك والشافعي واحمد وابويوسف ومحمد) حديث «صلى بي جبريل» الخبر [١٦] يقضي أن اختيار الظهر من الزوال⁣(⁣١) وآخره مصير ظل الشيء مثله: (القاسمية وعن مالك والمزني وعن أبي حنيفة وابن جرير) ويخرج وقتها المحض بالمثل للخبر، (الإمام) حديث «امني جبريل» الخبر فيه دلالة على اشتراك الظهران⁣(⁣٢)، في المثل، ولا دلالة فيه على ثبوت المشاركة بين العشاءين لان فيه انه ÷ صلى المغرب المرة الثانية في الوقت الذي صلى فيه المرة الأولى - لكن الدلالة في خبر جابر إذ فيه انه صلى العشاء في المرة الأولى قبل غيبوبة الشفق، وفي الثانية صلى المغرب والقائل يقول غاب الشفق أم لا [١٧].

  (العترة والثوري والشافعي واحمد وإسحاق بن راهويه) وأول العصر آخر المثل لخبر جبريل، (العترة ومالك) وهما بعد اختيارهما أداء حتى لا يبقى ما يسع ركعة لقوله ÷ «من أدرك من العصر» الخبر [١٨]، وقول علي # إذا طهرت الحائض قبل المغرب قضت الظهر والعصر [١٩].


  قوله: حديث صلى بي الخبر إشارة إلى حديث (ابن عباس)، ولفظه في الشفاء روي عن النبي ÷ انه قال: «امني جبريل مرتين عند باب البيت فصلى بي الظهر حين مالت الشمس»، وفي بعض الإخبار حين «زالت والفيء مثل الشراك⁣(⁣٣) وصلى بي العصر حين صار ظل كل شيء مثله وصلى بي المغرب حين افطر الصائم وصلى بي العشاء حين غاب الشفق وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم وصلى بي الظهر من الغد حين صار ظل كل شيء مثله وصلى بي العصر حين صار ظل كل شيء مثليه وصلى بي المغرب حين افطر الصائم وصلى بي العشاء حين مضى ثلث الليل وصلى بي الغداة حين أسفر، ثم التفت إلي فقال: يا محمد الوقت فيما بين هذين الوقتين هذا وقت الأنبياء قبلك».

  قوله: لكن الدلالة الخ عن جابر: قال سال رجل نبي الله عن وقت الصلاة؟ فقال: «صل معي» فصلى رسول الله الصبح حين طلع الفجر ثم صلى الظهر حين زاغت الشمس ثم صلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله ثم صلى المغرب حين وجبت⁣(⁣٤) الشمس ثم صلى العشاء قبل غيبوبة الشفق - فلما كان اليوم الثاني دعاه فصلى صلاة الصبح فلما انصرف والقائل يقول: طلعت الشمس أم لا ثم أخر الظهر إلى وقت العصر أو قريبا منه ثم أخر العصر والقائل يقول: غربت الشمس أم لا ثم أخر المغرب إلى أن قال القائل: غاب الشفق أم لا وأخر العشاء إلى شطر الليل ثم قال: «الوقت ما بين هذين الوقتين» هذا لفظ الشفاء والأصول.

  قوله: من أدرك الخ في الشفاء عن النبي ÷ «من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر» اهـ، وعن (عائشة) مرفوعا مثله - رواه في الأصول، وفي العلوم عنه ÷ انه قال: «من أدرك من العصر ركعة (قبل غروب الشمس فقد أدركها ومن أدرك من الصبح ركعة قبل طلوع الشمس فقد أدركها».

  قوله: وقول علي # إذا طهرت الحائض قبل المغرب قضت⁣(⁣٥) الظهر والعصر، وإذا طهرت قبل الفجر قضت المغرب والعشاء - رواه في المجموع.


(١) اخرج الحاكم وصححه وأقره الذهبي من حديث ابن مسعود: قال كان قدر صلاة رسول الله في الصيف ثلاثة اقدام وفي الشتاء خمسة إلى سبعة اهـ، يعني صلاة الظهر والحديث أخرجه أبوداود في سننه. تمت من خط المؤلف |.

(٢) الصواب: الظهرين. تمت.

(٣) قال في النهاية: الشراك أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. تمت.

(٤): قوله وجبت الشمس معناه غابت الشمس. تمت شفاء.

(٥) القضاء هنا بمعنى الأداء لأنه أحد معانيه في اللغة تمت.