نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب الأوقات

صفحة 112 - الجزء 1

باب الأوقات

  لا خلاف في توقيتها لقوله تعالى {مَوْقُوتًا ١٠٣}⁣[النساء](⁣١)، {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ}⁣[هود: ١١٤](⁣٢)، (الهادي وابوطالب والمؤيد بالله) والوجوب متعلق بكل الوقت المضروب على السواء⁣(⁣٣) إذ لم تفصل الآيتان⁣(⁣٤)، وقوله ÷ «الوقت ما بين الوقتين» [١٤]، والزوال: ميل الشمس عن وسط السماء⁣(⁣٥)، وأمارته زيادة الظل إلى المشرق - ويختلف قدر ظله زمانا ومكانا - لا بتوسط الشمس وعدمه⁣(⁣٦).

  (علي # وعمر وابن عباس وابن عمر وعائشة ثم الإمام زيد والصادق وابوالعباس والقاسمية ثم مجاهد وعطا وقتادة والشافعي وأكثر الصحابة والتابعين) والدلوك الزوال لتفسيره ÷ فِي {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}⁣[الإسراء: ٧٨]، قال: «لزوالها» [١٥].


باب الأوقات

  قوله: وقوله ÷ «الوقت ما بين الوقتين» عن علي # قال: نزل جبريل على النبي ÷ حين زالت الشمس فأمره أن يصلي الظهر ثم نزل عليه حين كان الفيء قامة فأمره أن يصلي العصر ثم نزل عليه حين وقع قرص الشمس فأمره أن يصلي المغرب ثم نزل عليه حين وقع الشفق فأمره أن يصلي العشاء ثم نزل عليه حين طلع الفجر فأمره أن يصلي الفجر ثم نزل عليه من الغد حين كان الفيء على قامة من الزوال فأمره أن يصلي الظهر ثم نزل عليه حين كان الفيء على قامتين من الزوال فأمره أن يصلي العصر ثم نزل عليه حين وقع القرص⁣(⁣٧) فأمره أن يصلي المغرب ثم نزل عليه بعد ذهاب ثلث الليل فأمره أن يصلي العشاء ثم نزل عليه حين أسفر الفجر فأمره أن يصلي الفجر ثم قال: يا رسول الله ما بين هذين الوقتين وقت⁣(⁣٨) - رواه في المجموع، وأخرج أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم عن جابر نحوه، وأخرجه الترمذي في سننه، وقال البخاري: هو اصح شيء في المواقيت، وروى في شرح التجريد والشفاء والأصول معناه عن (ابن عباس)، وأخرجه الترمذي وحسنه واحمد وابوداود وابن خزيمة والدار قطني والحاكم.

  قوله: لتفسيره ÷ عن (عمر) عن النبي ÷ في قوله تعالى {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}⁣[الإسراء: ٧٨] «زوالها» أخرجه ابن مردويه، وعن (الإمام زيد) دلوك الشمس: زوالها - رواه في المجموع، وفي الكافي عن علي # مثله قال: وعليه أهل اللغة حتى قال: وأهل اللغة العربية يسمون الزوال دلوكا بالإجماع - اهـ، وأخرج الطبراني مرفوعا وأبو الشيخ والبزار والديلمي عن (ابن عمر) مرفوعا دلوك الشمس زوالها - وأخرج ابن جرير عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال: قال رسول الله ÷: «أتاني جبريل لدلوك الشمس حين زالت فصلى بي الظهر» ذكره في الكشاف


(١) موقوتا: أي مؤقتا. تمت.

(٢) وهما غدوة وعشية، والغدوة: وقت الفجر، والعشية: وقت الظهر. تمت شرح بحر.

(٣) فأوله على جهة التوسع، وآخره على جهة التضيق، وأوله وقت الفضيلة وآخره وقت الجواز، والمكلف مخير بين الفعل والترك حتى يتضيق عليه ذلك الوقت فيتحتم الفعل حينئذ. تمت شرح بحر للإمام عز الدين.

(٤) وهما: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}⁣[الإسراء: ٧٨]، {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ}⁣[هود: ١١٤]. تمت

(٥) قلت: أي وسط مجراها من السماء وإلا فإنها قد لا تتوسط فيها. تمت شرح بحر.

(٦) أي عدم التوسط أو عدم الظل والله اعلم. تمت شرح بحر.

(٧) في نسخة: قرص الشمس، والصواب ما أثبتناه من المجموع والمسودة. تمت.

(٨) قال الإمام يحيى: فاثبت ÷ وقتا للظهر في اليوم الأول، واثبت لها في اليوم الثاني وقتا ثم قال: «وقتها ما بين هذين الوقتين»، وهكذا سائر الصلوات ولا يعني بالتوسيع إلا هذا. تمت شرح بحر.