باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
  الأصل فيه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ}[آل عمران: ١٠٤]، {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} إلى قوله تعالى {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ}[المائدة: ٧٨ - ٧٩]. قال أمير المؤمنين: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقدم أجلا ولا يدفع رزقا [٩٠]، وقال رسول الله ÷: «لا قدست امة لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر ولا تأخذ على يد ظالم ولا تعين المحسن ولا ترد المسيء عن إساءته» [٩١]، وقال علي #: لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن [الله](١) عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم [٩٢]، وقال: إذا لم ينكر القلب المنكر ويعرف المعروف نكس فجعل أعلاه أسفله [٩٣]، وقال رسول الله ÷: «عِدْلُ(٢) الأمر بالمعروف الدعاء إلى الله في سلطان الكفر وعدل النهي عن المنكر الجهاد في سبيل الله تعالى(٣) [٩٤]، وقال: «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف(٤) حتى تغير أو تنتقل» [٩٥].
  باب الأمر بالمعروف
  قوله: قال أمير المؤمنين: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقدم أجلا ولا يدفع رزقا - رواه في الأمالي لأبي طالب.
  قوله: قال رسول الله ÷: «لا قدست امة لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر ولا تأخذ على يد ظالم ولا تعين المحسن ولا ترد المسيء عن إساءته» رواه في المجموع.
  قوله: قال علي #: لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن [الله] عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم - رواه في المجموع ونسبه السيوطي إلى الحارث بن أسامة، ورواه بسند المجموع مرفوعا ابوطالب في أماليه والشفاء والأصول.
  قوله: وقال علي #: أول ما تغلبون عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأيديكم ثم بألسنتكم ثم بقلوبكم فإذا لم ينكر القلب المنكر ويعرف المعروف نكس فجعل أعلاه أسفله - رواه في المجموع، وابوطالب في أماليه من طريق الشعبي بزيادة كالجراب يؤخذ بأسفله فيخرج ما فيه - وبنحو هذه الرواية اخرج مسدد وصححه وابن جرير والبيهقي في السنن والشعب.
  قوله: قال رسول الله ÷: «عدل الأمر بالمعروف الدعاء إلى الله في سلطان الكفر وعدل النهي عن المنكر الجهاد في سبيل الله» رواه في المجموع.
  قوله: وقال أي رسول الله ÷: «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل» رواه في الشفاء عن أبيه(٥) بإسناده إلى النبي ÷، ولفظ الأصول وشرح التجريد والأحكام «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغيره» زاد في الأسانيد اليحيوية «أو تنصرف» قال في الشفاء: وروينا بالإسناد إلى المنصوربالله انه روى بإسناده إلى النبي ÷ انه قال: «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنصرف».
(١) ما بين المعكوفين من المجموع وأمالي ابي طالب والأصول، ولفظه في المجموع وأمالي أبي طالب والأصول: «ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعوا خياركم» الخ، وفي الشفاء «فيدعوا عليهم خياركم فلا يستجاب لهم». تمت.
(٢) قال في النهاية: قد تكرر ذكر العِدل والعَدل بالكسر والفتح في الحديث وهما بمعنى المثل، وقيل هو بالفتح ما عادله من جنسه، وبالكسر ما ليس من جنسه، وقيل بالعكس اهـ، وفي نسخة من أمالي أبي طالب مخطوطة (عَدَل) بفتح العين والدال. تمت.
(٣) قال في الروض: دل على أن دعاء الناس إلى الدين وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر جار مجرى الجهاد في سبيل الله. تمت.
(٤) أي ترد طرفا على طرف من حواجب العينين. تمت.
(٥) أي أبي الأمير الحسين وهو الأمير بدرالدين. تمت.