نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل قوله تعالى

صفحة 205 - الجزء 1

  قال في الشفاء: ولا خلاف انه لا يجب الإنصات على من سمعها إلا في الصلاة والخطبة فدلت على وجوب الاستماع والتدبر الذي يحصل به مقصود الصلاة من الخشوع والإقبال، قال (أحمد): اجمع الناس على أن هذه الآية نزلت في الصلاة، وعن (سعيد بن المسيب والحسن البصري وإبراهيم⁣(⁣١) ومحمد بن كعب) أنها نزلت في شأن الصلاة، واخرج البيهقي عن (مجاهد) قال: كان رسول الله يقرأ في الصلاة فسمع قراءة فتى من الأنصار فنزل {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا}⁣[الأعراف: ٢٠٤] [٤٦٤]: والإنصات لا يكون إلا مع الجهر، ويؤيده ما في المجمع عن ابن بحينة أن النبي ÷ صلى صلاة يجهر فيها فلما انصرف قال: «أتقرءون خلفي»؟! قال بعضهم: إنا لنفعل قال: «لا تفعلوا إني أقول ما لي أنازع القرءان»؟ قال: فانتهى الناس عن القراءة في ما جهر فيه رسول الله ÷ [٤٦٥] أخرجه البزار بتمامه واحمد والطبراني باختصار، وخبر المجموع «خلطتم علي فلا تفعلوا» [٤٦٦] بصيغة الحصر، والى هذا ذهب (الإمام زيد⁣(⁣٢) واحمد بن عيسى والقاسم والهادي والمؤيد بالله وعبد الله بن الحسن وموسى بن عبدالله ثم أحمد وإسحاق ومالك واحد قولي الشافعي وابن المبارك والزهري)؛ فان قلت حديث عبادة «فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب» [٤٦٧] في الشفاء والأصول، وأخرجه أحمد وبخاري يقضي بجواز قراءة الفاتحة خلف الإمام، قلت: إن وجد الفرصة بين السكتات فهو الأولى لاختيار طريق الجمع وإلا فلا لئلا يخل بالاستماع المفروض في الآية.

  ويقرأ حيث يخافت أو لم يسمع الجهر لبعد أو صمم أو تأخر وإلا فسدت لقوله تعالى {فَاقْرَءُوا}⁣[المزمل: ٢٠] وهو عام إلا ما خصه دليل، ولما قدمنا من وجوب القراءة في القدر الواجب ...


  فصل قوله تعالى الخ.

  قوله: عن مجاهد قال: كان رسول الله ÷ يقرأ في الصلاة فسمع قراءة فتى من الأنصار فنزل {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا}⁣[الأعراف: ٢٠٤] - أخرجه البيهقي.

  قوله: عن ابن بحينة أن النبي ÷ صلى صلاة يجهر فيها فلما انصرف قال: «أتقرءون خلفي» قال بعضهم: إنا لنفعل قال: «لا تفعلوا إني أقول ما لي أنازع القرءان» قال: فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله ÷ - أخرجه البزار بتمامه واحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ورجاله رجال بخاري.

  قوله: وكذا خبر المجموع عن علي # قال: كانوا يقرءون خلف رسول الله ÷ فقال النبي ÷: «خلطتم علي فلا تفعوا» رواه في المجموع والشفاء، وفي مسند علي من الجامع ما لفظه وعن علي قال: ليس من الفطرة القراءة مع الإمام - أخرجه عبد الرزاق، وعنه قال: من قرأ خلف الإمام فلا صلاة له - أخرجه عبد الرزاق، وعنه قال: من قرأ خلف الإمام فقد اخطأ الفطرة - أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وابن أبي شيبة والعقيلي في الضعفاء والدار قطني وابن الأعرابي في معجمه والبيهقي أيضا في كتاب القراءة في الصلاة وضعفه انتهى.

  قوله: حديث عبادة بن الصامت انه قال صلى رسول الله ÷ صلاة الفجر فلما سلم قال: «أتقرءون خلفي»؟ قلنا: نعم يا رسول الله قال: «فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب» رواه في الشفاء والأصول واللفظ لها، وأخرجه أحمد وبخاري في جزء القراءة وابوداود والترمذي وابن حبان والحاكم والدار قطني والطبراني.


(١) النخعي تمت.

(٢) روى المؤيد بالله # عنه أنه قال: إن كنت ورائي أو وراء علي بن ابي طالب [يعني تأتم بي أو بعلي] ولم نجهر فاقرأ. تمت.