باب حد المحارب
باب حد المحارب
  الأصل في حده قوله تعالى {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٣٣ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[المائدة: ٣٣، ٣٤] قال (الأمير الحسين): ذهب أهل البيت $ إلى أنها في قطاع الطريق، وبه قال جمهور العلماء اهـ، وقال الموزعي(١): اتفق العلماء على أن حكم هذه الآية واقع على المحارب من المسلمين اهـ.
  قال (المؤيد بالله والإمام وجماعة كثيرة من علماء أهل البيت $ وغيرهم من علماء الفقهاء): والحكم فيهم ما رواه (الإمام زيد) عن أبيه عن جده باب مدينة العلم عيبة الرسول علي # قال: إذا قطع الطريق اللصوص وأشهروا السلاح ولم يأخذوا مالا ولم يقتلوا مسلما ثم أخذوا حبسوا حتى يتوبوا =وفي نسخة= حتى يموتوا وذلك نفهم من الأرض، فإذا أخذوا المال ولم يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، وإذا قتلوا وأخذوا المال قطعت أيديهم وأرجلهم من. وصلبوا حتى يموتوا، فإن تابوا قبل أن يؤخذوا ضمنوا المال واقتص منهم ولم يحدوا [٧٢] اهـ. (ابوجعفر) وإذا كان المحاربون جماعة فقتل بعضهم، وجرح بعضهم، وأخذ المال بعضهم فإنه يؤخذ كل ذي جرم بجرمه والوجه إجماع أهل البيت $.
  (الهادي والإمام ثم الشافعي وأبو حنيفة وأصحابه) وعلى الإمام قبول توبة من وصله تائبا قبل الظفر به لقوله تعالى {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ}[المائدة: ٣٤]، ولفعل علي # في حارثة التميمي [٧٣].
  (الإمام زيد والناصر والمؤيد بالله والإمام يحيى والإمام ثم الفريقان) ولا يسقط عنه إلا حق الله المحض(٢) لخبر علي #، (العترة ثم أبو حنيفة وأصحابه) ولا يسقط عنه شيء بالتوبة بعد الظفر لمفهوم الآية، ولخبر علي #.
باب حد المحارب
  قوله: عن علي # قال: إذا قطع الطريق اللصوص وأشهروا السلاح ولم يأخذوا مالا ولم يقتلوا مسلما ثم أخذوا حبسوا حتى يتوبوا =وفي نسخة= حتى يموتوا وذلك نفيهم من الأرض، فإذا أخذوا المال ولم يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، وإذا قتلوا وأخذوا المال قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبوا حتى يموتوا، فإن تابوا قبل أن يؤخذوا ضمنوا المال واقتص منهم ولم يحدوا - رواه في المجموع والشفاء.
  قوله: لفعل علي # في حارثة التميمي روي أنه حارب الله ورسوله في السعي في الأرض بالفساد ثم تاب قبل أن يقدر عليه فكتب علي # إلى عامله بالبصرة أن حارثة بن بدر حارب الله ورسوله في السعي في الأرض بالفساد ثم تاب من قبل أن يقدر عليه فلا يعرض له إلا بخير - رواه في الشفاء والمنهاج والثمرات ورواه في شرح النهج ابن هبة الله برواية بسيطة
(١) اسمه: محمد بن علي بن عبدالله بن إبراهيم الخطيب المعروف بابن نور الدين اليمني الموزعي ذكر ذلك في كتابه أحكام البيان لأحد القرءان. تمت.
(٢) لا القذف والقصاص والمال. تمت بحر.