نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب قتال أهل البغي

صفحة 288 - الجزء 2

باب قتال أهل البغي [٤٨]

  البغي فسق إجماعا، (المهدي) وقتالهم جائز إجماعا، (الإمام زيد والإمام) بل يجب قتال من بغى على إمام الحق من أهل القبلة⁣(⁣١) وذلك بأن يحربه⁣(⁣٢) أو يعزم على حربه وله فئة أو منعة⁣(⁣٣) كما فعل علي # مع الناكثين والقاسطين والمارقين⁣(⁣٤).، قال تعالى {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}⁣[الحجرات: ٩] وهذا أمر والأمر يقتضي الوجوب، وقال علي #: ما هو إلا الكفر بما انزل على محمد أو قتال القوم. [٥٢]

  (المهدي) وجهادهم أفضل من جهاد الكفار إلى ديارهم إذ فعلهم في دار الإسلام كفعل الفاحشة في المسجد، وهو إجماع أهل البيت $.

  (الهدوية والإمام) ويجب تقديم دعائهم إلى الحق لقوله تعالى {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}⁣[الحجرات: ٩]، ولفعل الوصي مع البغاة [٥٣]، (الإمام) ويحرم قتالهم بعد الطاعة.

  فصل «١» عن علي # انه قال: لا يسبى أهل القبلة، ولا ينصب عليهم⁣(⁣٥) منجنيق، ولا يمنعون من ميرة ولا طعام ولا شراب، وان كانت لهم فئة أجهز على جريحهم واتبع مدبرهم، وان لم يكن لهم فئة لم يجهز على جريحهم ولم يتبع مدبرهم، ولا يحل من ملكهم شيء إلا ما كان في معسكرهم [٥٤]، ...


باب قتال أهل البغي

  عن علي # قال: أمرني رسول الله ÷ بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فما كنت لأترك شينا أمرني به رسول الله ÷ - رواه في المجموع وهو مروي من طرق عدة ومتلقي بالقبول إن لم يبلغ حد التواتر ولذلك لم يستطع معاوية لعنه الله رده لما روي له وقتاله لهذه الثلاث الطوائف معلوم.

  قوله: وقال علي #: ما هو إلا الكفر بما انزل على محمد ÷ أو قتال القوم - ذكره في المسائل والبحر، ولفظ النهج ولقد ضربت انف هذا الأمر وعينه وقلبت ظهره وبطنه⁣(⁣٦) فلم أر فيه إلا القتال أو الكفر بما جاء محمد ÷، وفي الشفاء لم أجد بدا من قتالهم أو الكفر بما انزل علي محمد ÷ ورواه في الأصول.

  قوله: لفعل الوصي في الأمالي لأبي طالب أن عليا حين فارقه الخوارج فاعترضوا الناس واخذوا الأموال والدواب والكراع⁣(⁣٧) والسلاح ودخلوا القرى وساروا حتى انتهوا إلى النهروان، فأقام بها أياما يدعوهم ويحتج عليهم فأبوا أن يجيبوه وتعبوا لقتاله فعبأ الناس ثم خرج إليهم فدعاهم فأبوا أن يدخلوا وبدؤه بالقتال فقاتلهم وظهر عليهم - اهـ، ومثل ذلك فعل علي # مع أهل الجمل وأهل صفين - رواه ابن أبي الحديد وغيره، قال في الأصول: وعن أمير المؤمنين # انه كان يكرر رسله يوم الجمل وفي صفين ويوم النهروان يعظهم ويدعوهم إلى كتاب الله عز وجل وحكمه -.

  قوله: عن علي # انه قال: لا يسبي أهل القبلة، ولا ينصب لهم منجنيق، ولا يمنعون من الميرة ولا طعام ولا شراب، وان كان⁣(⁣٨) لهم فئة أجهز على جريحهم⁣(⁣٩) واتبع مدبرهم، وان لم يكن لهم فئة لم يجهز على جريحهم ولم يتبع مدبرهم، ولا يحل من ملكهم شيء إلا ما كان في معسكرهم - رواه في المجموع.


(١) أهل القبلة هم: من آمن بالرسول وصلى إلى قبلته. تمت شرح النهج للإمام يحيى.

(٢) عبارة البحر: بأن حاربه أو عزم. تمت.

(٣) أي عشيرة تقوم بقيامه وتقعد بقعوده، أو حصن أو مدينة. تمت.

(٤) الناكثون: أهل الجمل، والقاسطون: أهل صفين، والمارقون: الخوارج. تمت.

(٥) في نسخة المجموع وفي الروض وفي التخريج هنا بلفظ: ولا ينصب لهم. تمت.

(٦) هذا مثل تقوله العرب في الإستقصاء في البحث والتأمل والفكر. تمت من فهرس ألفاظ غريب النهج.

(٧) جماعة الخيل. تمت.

(٨) وفي نسخة من نسخ المجموع: وإن كانت، وما في الأصل والتخريج هو من نسخة الروض. تمت.

(٩) (قوله): وإن كان لهم فئة أجهز على جريحهم: أي من صرع منهم فيتمم قتله، قال في النهاية: أجهز على الجريح يجهز إذا أسرع قتله، والفئة: الردئ من قوم أو معقل يأوي إليه ويتحصن به. تمت روض.