نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

كتاب النكاح

صفحة 382 - الجزء 1

كتاب النكاح [١]

  تعريفه في الشرع عقد بين الزوجين يحل به الوطء⁣(⁣١)، (الإمام يحيى والأمير الحسين والإمام ثم بعض أصحاب أبي حنيفة والزجاجي) وهو مشترك بين العقد والوطء لاستوائه بينهما انتهى؛ وجواز النكاح الشرعي معلوم من الشرع ضرورة.

  (العترة ثم الفقهاء الأربعة) وليس بواجب على الإطلاق إذ لا دليل، ويجب على من يعصي لتركه لقوله ÷ «يا معاشر الشباب» الخبر [٢].

  ويحرم على العاجز عن الوطء من تعصي لتركه، وعارف التفريط من نفسه مع القدرة لقوله تعالى {وَلَا تُضَارُوهُنَّ}⁣[الطلاق: ٦]، «لا ضرر ..» الخبر.

  وندب التزويج⁣(⁣٢) لكل مستطيع لقوله ÷ «تزوجوا فاني مكاثر بكم الأمم» [٣].

  وله النظر إليها لقوله ÷ «فقدر أن ينظر» الخبر [٤]، (الإمام) ولو قارنه شهوة للخبر.


كتاب النكاح

  عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «إذا نظر العبد إلى وجه زوجته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظر الرحمة فإذا اخذ بكفها واخذت بكفه تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما فإذا تغشاها حفت بهما الملائكة من الأرض إلى عنان السماء وكانت كل لذة وشهوة حسنات أمثال الجبال فإذا حملت كان لها اجر الصائم المصلي القائم المجاهد في سبيل الله، فإذا وضعت لم تعلم نفس ما أخفي لهما من قرة أعين» رواه في المجموع، ورواية أبي الطاهر في العلوم «فإذا اخذ بيد زوجته كتب الله له مائة حسنه ومحا عنه مائة سيئة فان قبلها كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات فان ألم بها حضرتهما الملائكة فإذا اغتسلا لم يمر الماء على شعرة منهما إلا كتب الله لهما بها حسنة ومحا عنهما سيئة وقال الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي هذين اغتسلا في هذه الليلة الباردة علما إني ربهما أشهدكم إني قد غفرت لهما فان كان لهما في وقعتهما تلك ولد فتقدمهما كان شفيعا وان تأخرهما كان نورا لهما وان لم يكن لهما في وقعتهما تلك ولد كان لهما وصيف في الجنة = ثم ضرب رسول الله ÷ بيده صدري ثم قال: = «يا عثمان لا ترغب عن سنتي فان من رغب عن سنتي عرضت له الملائكة يوم القيامة فصرفت وجهه عن حوضي» اهـ.

  قوله: لقوله ÷ «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فليصم فان الصوم له وجاء⁣(⁣٣)» رواه في الشفاء وأخرجه من رواية ابن مسعود أحمد وبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وعن زيد بن علي مرسلا قال: قال رسول الله ÷: «يا أيها الناس تزوجوا فاني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة» رواه في العلوم.

  قوله: لا ضرر تقدم من رواية الشفاء.

  قوله: لقوله ÷ «تزوجوا فاني مكاثر بكم الأمم» رواه في المجموع.

  قوله: فقدر أن ينظر عن جابر عن النبي ÷ «إذا خطب أحدكم امرأة فقدر أن يرى منها ما يعجبه فليفعل» فكنت أتخبأ في أصول النخل حتى رأيت منها بعض ما يعجبني فخطبتها - رواه في تتمة الشفاء والأصول وأخرجه أحمد وأبو داود والشافعي وعبد الرزاق والبزار والحاكم وصححه قال: ابن حجر ورجاله ثقات وفي إسناده محمد بن إسحاق وأعله ابن القطان بـ [واقد بن عبد الرحمن] وقال: المعروف واقد بن عمرو ورواية الحاكم فيها واقد بن عمرو وكذا رواية الشافعي وعبد الرزاق انتهى.

  قوله: للخبر أي خبر جابر.


(١) لفظ البحر: هو في اللغة والشرع عقد بين الزوجين يحل به الوطء. تمت.

(٢) الأولى: وندب التزوج. تمت.

(٣) قال في سبل السلام: واختلف العَلَمَاءُ فِي المُرَادِ بِالْبَاءَةِ، وَالأصَحُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْجِمَاعُ فَتَقْدِيرُهُ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الجِمَاعَ لِقَدْرَتِهِ عَلَى مُؤنَةِ النَّكَاحَ فَليَتزَوْجُ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطعْ الجَمَاعَ لِعَجْزِهِ عَنْ مُؤنَتِهِ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ لِدَفَع شَهْوَتِهِ، وَيَقطعَ شَرَّ مَائِهِ كَمَا يَقْطَعُهُ الوجاء اهـ، والوجاء: رض الخصيتين، وهو هنا مجاز عن ضعف شهوة النكاح. تمت تخريج ابن بهران.