باب الأذان
  (الناصريه) ليلة الإسراء [٧٩] كمواقيت الصلاة.
  (أكثر العترة وابوطالب ومالك واحمد والاوزاعي وداود، وعن محمد والاصطخري) والأذان واجب لقوله ÷ لبلال «قم فأذن» [٨٠]،
  = وخرج حديثه (الإمام أحمد بن عيسى ومحمد بن منصور والترمذي وجماعة من الأئمة $) والعجب من ابن بهران حيث قال بعد أن ذكر حديث الانتصار ولم أقف على هذه الرواية في شيء من كتب الحديث ولا ذكره في مجموع (الإمام زيد) ولا أصول الأحكام(١) والشفاء كما هي عادته سامحه الله وقد ينفي الحديث إذا لم يجده فيما اعتقده صحيحا وان كان موجودا فيما هو صحيح من مؤلفات الآل وشيعتهم الأخيار، قال أحمد بن سعد الدين(٢): ولم ينصف الفقيه العلامة محمد بن يحيى بهران سادته وأئمته الذي عني بمذهبهم وحرص على تشييد فقههم إلى آخر كلامه.
  قوله: ليلة الإسراء، قلت: تقدمت الروايات في ذلك وما ادري(٣) ما فائدة فرق الأصحاب بين المذهبين بالعبارة والمعنى متحد إذ ليلة المعراج ليلة الإسراء اللهم إلا أن يثبت أن الإسراء وقع مرتين ليلة بالمعراج وليلة بغيرها كما ذكر القاضي العلامة الحسين بن أحمد السياغي أن الإسراء وقع مرتين: قال كما صرحت به كتب السير النبوية وصححه كثير من العلماء والله اعلم، قال (الهادي) في الأحكام فأما ما يقوله الجهال أنها رؤيا رآها بعض الأنصار فاخبر بها النبي ÷ فامره أن يعلمه بلالا فهذا من القول محال لا تقبله العقول لان الأذان من أصول الدين وأصول الدين فلا يعلمها رسول الله ÷ على لسان بشر من العالمين قال: والأذان فأصله أن رسول الله علمه ليلة المسرى أرسل الله إليه ملكا فعلمه إياه، وقال في المنتخب وليس كما قال الجاهلون انه إنما رأه رجلٌ في النوم رؤيا قال في الجامع الكافي: وروى محمد بإسناده عن أبي جعفر انه قال من جهالة هذه الأمة أن يزعموا أن رسول الله ÷ و إنما علم الأذان من رؤيا رآها رجل [و] كذبوا والله لما أراد الله أن يعلم نبيه الأذان جاءه جبريل بالبراق - الحديث بطوله، قال (الأمير الحسين) والذي عند أئمتنا وعلمائنا أن هذه الرواية يعني رؤيا الأذان غير صحيحة لان الأذان شرع والشرع لا ينبني على رؤيا وقد قال الله في رسوله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}[النجم] فان قيل: إن العقل والعادة والشرع، يحيل وقوع التردد والتشاور فيما يجمع به الناس للصلاة مع تقدم تعليمه ليلة الإسراء، قلت: ذلك مبني على صحة حديث الرؤيا وهو عند آل رسول الله ÷ و غير صحيح كما عرفت من كلامهم وتشنيعهم على من ادعى شرعية ركن من أركان الإسلام عم أهل الأرض كان برؤيا رجل هذا هو الهزل وليس بالقول الفصل، وأما انه لم يناد به إلا بعد برهة(٤) من الهجرة فاعلم أن المسلمين كانوا في مكة مقهورين مستضعفين متكتمين بعباداتهم لا يأتون بها على وجه الشهرة فكانوا يأتون به سرا لا يسمعه إلا المجتمعون لها في تلك الحالة فلما هاجر رسول الله ÷ وانتشر جناح الإسلام في المدينة وصارت الشوكة لهم ولم يمكن احد أن يمنعهم إلا بنفس الاستهزاء كما قال الله تعالى {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا}[المائدة: ٥٨] وكان المسلمون منتشرين في أسرابها وحواشها(٥) منهم من يحضر وقت الفريضة ومنهم من لا يحضر لعدم معرفة الوقت وكان النبي ÷ قد أحب اجتماعهم للفريضة أمر بلالا أن ينادي به ليجتمعوا عند سماعهم له إلى الفريضة قال النبي ÷ لبلال: «قم فأذن» ولأنه لو لم يكن من عند الله لم يكن فرضا ولبطل قوله ÷ لمالك بن الحارث «إذا سافرتما فأذنا وأقيما» ولأجزأ غيره مما يشعر بالاجتماع إلى الفريضة كالصلاة جامعة ونحوها وهذا لا قائل به من الأمة والله الهادي.
  قوله: لقوله ÷ لبلال «قم فاذن» رواه في الشفاء، وعن زياد بن الحارث الصدائي قال: أمرني [رسول الله](٦) ÷ أن أؤذن - أخرجه الترمذي.
(١) لفظه في تخريج البحر لابن بهران ولا ذكرت في مجموع زيد وأصول الأحكام والشفاء والله أعلم. تمت.
(٢) المسوري في الرسالة المنقذة تمت.
(٣) ذكر ابن سعد عن الواقدي عن أشياخه: أن المعراج كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان الى السماء قبل الهجرة، وأن الإسراء كان ليلة سبع عشرة من ربيع الأول الى بيت المقدس قبل الهجرة بسنة اهـ فهذا، يشهد لما ذكره أصحابنا وبيان لمعنى الخلاف بينهم تمت من خط المؤلف |.
(٤) قال في مختار الصحاح: برهة من الدهر بضم الباء وفتحها أي مدة طويلة من الزمان تمت.
(٥) أسراب جمع سرب، قال في المصباح والسرب أيضا الطريق اهـ، والحواش جمع خش، قال في المصباح: الحش البستان والفتح أكثر من الضم. تمت.
(٦) من المسودة تمت.