[مقدمة المؤلف]
  
[مقدمة المؤلف]
  وبه نستعين وصلى الله على محمد واله وسلم الحمد لله الذي رسم في صفات المصنوعات قواطع الدلائل وفرق بمحكم الآيات البينات والأخبار الصحيحات بين الحق والباطل وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ÷ وبعد: فيقول عبدالله بن الإمام الحسن لطف الله بهما هذه مسائل في الفقه جمعتها واخترتها لقوة رجحان أدلتها عندي
  ﷽ الحمد لله عميم النوال واسع الكرم والإفضال أحمده على ما أهدى من مواهبه الغزار وعمنا به من سيل جوده الجرار، والصلاة والسلام على أفضل مرسل بالهدى والإرشاد واجل هادٍ إلى طريق السداد محمد الذي رفع الله به اعلام الدين ووضع به رؤوس الملحدين وعلى آله قرناء الكتاب والسنة السادة الأعلام القائمين بالسنان واللسان لتوضيح الشرائع والأحكام المسفرين عن أوجه المعضلات بأنوار ما أوزعوا من البراهين والدلالات.
  وبعد: فهذا كتاب جمعت فيه الأحاديث المحتج بها في نجوم الأنظار وبينت مخرجيها من كتب أئمة الآل وغيرهم من علماء الإسلام فما كان من الإنتصار فنقلته من تخريج البحر للعلامة محمد بن يحيى بهران أو البستان لابن مظفر، وما كان من غيره فكان حاضرا عندي كالجامعين(١) للهادي إلى الحق # والمجموع لزيد بن علي # والعلوم وتيسير المطالب والزيادات وأصول الأحكام والشفاء والمنهاج الجلي(٢) في الغالب، وغيرهم(٣) من كتب الآل وشيعتهم الأخيار، وإذا لم يحضرني شيء منها ونسبت إليه شيئا من الأحاديث فلم أنقله عن وهم بل من طريق ثابتة، وما نقلته من سائر كتب الإسلام فلا يخلو منه المنتقى وشرحه للقاضي محمد بن علي(٤) أو الروض النظير(٥) أو التخريج لابن بهران أو كنز العمال للشيخ حسام الدين أو بلوغ المرام لابن حجر أو التلخيص له أو الدر المنثور(٦).
  وقد أنقل من أصول الكتب التي في خزانة والدي أمير المؤمنين الهادي لدين الله ثبته الله ككتاب البخاري وشرحه فتح الباري(٧) ومسلم وشرحه للنواوي وسنن أبي داود وشرحها للهندي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة وسنن الترمذي وسنن الدار قطني والموطأ ليحي(٨) والموطأ لمحمد(٩) والمسند لأحمد(١٠) والمسند لأبي داود الطيالسي والمنتقى لأبي الجارود والمعجم الصغير للطبراني والترغيب والترهيب للمنذري هذا وقد أنقل الحديث من احد الكتب واللفظ له والمعنى الغير المخالف(١١) للآخر فأنسبه إليهم جميعا وذلك حيث لم يكن في اللفظ إلا اختلاف يسير بحيث لا يحصل تعارض ولا خلل أو زيادة في صاحب اللفظ وليست عند الآخرين وإلا بينت ذلك.
  نعم وأكثر ما أعبر عن أصول الأحكام في هذا التخريج بالأصول وحيث أطلقت التخريج فهو تخريج ابن بهران وإذا أطلقت جابرا فهو جابر بن عبد الله، أو عبد الله فهو عبد الله بن مسعود أو ابن عمر فهو عبد الله بن عمر أو ابن عباس فهو الحبر عبدالله بن العباس ¤.
(١) هما الأحكام والمنتخب. تمت.
(٢) العلوم: أمالي الإمام أحمد بن عيسى #، وتيسير المطالب: أمالي أبي طالب #، والزيادات للمؤيد بالله # جمعها الشيخ أبو القاسم بن تال اهـ من تراجم رجال شرح الأزهار للجنداري، وأصول الأحكام: للإمام أحمد بن سليمان #، والشفاء: للأمير الحسين بن بدر الدين |، والمنهاج الجلي للإمام محمد بن المطهر #. تمت.
(٣) كصحيفة علي بن موسى الرضى وأمالي المؤيد بالله ومناهي المرتضى ونهج البلاغة وبعض من أجزاء شرح الإبانة [لأبي جعفر الهوسمي] وغير ذلك. تمت. من المؤلف |.
(٤) الشوكاني. تمت.
(٥) للقاضي حسين بن أحمد السياغي. تمت.
(٦) للسيوطي. تمت.
(٧) لابن حجر العسقلاني. تمت.
(٨) أي موطأ مالك الذي من رواية يحيى بن يحيى بن كثير الليثي أبو محمد الأندلسي. تمت.
(٩) أي موطأ مالك الذي من رواية محمد بن الحسن الشيباني. تمت.
(١٠) ابن حنبل. تمت.
(١١) وفي ذلك ما أخرجه أبو جعفر في المنتخب: حدثنا سعد بن عمرو السكوني قال: حدثنا الوليد بن سلمة الفلسطيني قال: حدثنا يعقوب بن عبدالله بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده أبو نوفل: قال: قلنا لرسول الله إنا لنسمع الحديث لا نقدر على تأديته كما سمعناه، قال: «إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلالا وأصبتم المعنى فلا بأس» اهـ. تمت. منه، وأخرجه الحاكم والطبراني وابن عساكر. تمت. من خط المؤلف |.