نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

كتاب الجنائز

صفحة 253 - الجزء 1

  قلت: ولا حجة للخصم في أمره ÷ عليا # أن يغسل أباه [٣٥] لأنه مات مسلما [٣٦] بإجماع العترة ذكره (المنصور بالله) وغيره⁣(⁣١)، والفاسق عند (العترة) كالكافر لاستحقاقهما العذاب فلا يجب غسله، وفي الجواز تردد.


  قوله: في أمره ÷ عليا أن يغسل أباه - رواه في الشفاء.

  قوله: لأنه مات مسلما في مصابيح أبي العباس الحسني اخبرنا محمد بن جعفر الفرداني⁣(⁣٢) بإسناده عن جعفر بن محمد # قال: قال علي #: ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنما قط. قيل: فما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم الخليل متمسكين به - اهـ، وفيها أيضا قال: اخبرنا أحمد بن علي بن عافية بإسناده عن ابن اليمان أن النبي ÷ خرج في جنازة أبي طالب معارضا لها وهو يقول «وصلتك رحم»، وفيها أيضا قال: أخبرنا الفرداني عن أبي جعفر # قال: لما مات ابوطالب أمر رسول الله ÷ بغسله وكفنه ثم كشف عن وجهه ثم مسح بيده اليمنى على جبهته اليمنى ثلاث مرات ثم مسح بيده اليسرى على جبهته اليسرى ثلاث مرات ثم قال: «كفلتني يتيما وربيتني صغيرا ونصرتني كبيرا فجزاك الله عني خيرا احملوه» فحمله الملاء من قريش وقومه ودفنوه - وفي البدر المنير⁣(⁣٣) قال: وروى أبو العباس في المصابيح عن جعفر الصادق انه هبط جبريل على النبي ÷ فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول إني حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلك - فقال ÷: بين لي منهم؟! فقال: أما الصلب الذي أنزلك فعبد الله بن عبد المطلب وأما البطن الذي حملك فآمنة بنت وهب وأما الحجر الذي كفلك فعبد مناف⁣(⁣٤) -، وفي شرح النهج لابن أبي الحديد أن رجلا من رجال الشيعة وهو: أبان بن محمود كتب إلى علي بن موسى الرضا # جعلت فداك إني قد شككت في إسلام أبي طالب؟ فكتب إليه {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[النساء: ١١٥] الآية وبعدها إنك إن لم تؤمن بإيمان أبي طالب كان مصيرك الى النار - وقد روي عن علي بن محمد الباقر أنه سئل عما يقول الناس إن أبا طالب في ضحضاح من نار⁣(⁣٥)؟ قال: لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه - ثم قال: ألم تعلموا أن أمير المؤمنين عليا # كان يأمر أن يحج عن عبدالله وابنه وأبي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم - وفيه عن أبي بكر والذي بعثك بالحق لانا كنت اشد فرحا بإسلام عمك أبي طالب مني بإسلام أبي التمس بذلك قرة عينك فقال: «صدقت»، وفيه وقد روي عن أبي عبدالله جعفر بن محمد أن رسول الله ÷ قال: «إن أبا طالب أسرّ الإيمان وأظهر الشرك فاتاه الله أجره مرتين»، وفيه في حكاية من قال بإسلامه قالوا: وقد روي بأسانيد كثيرة بعضها عن العباس بن عبد المطلب وبعضها عن أبي بكر أن أبا طالب ما مات حتى قال: لا اله إلا الله محمد رسول الله - والخبر مشهور أن أبا طالب عند الموت قال كلاما خفيا فأصغى إليه أخوه العباس ثم رفع رأسه إلى رسول الله ÷ فقال: يا ابن أخي والله لقد قالها عمك ولكنه ضعف عن أن يبلغك صوته، ..


(١) قال في محاسن الأزهار للمحلي | صاحب الحدائق الوردية: وقد أنعقد اجماع المتأخرين من العترة $ على إسلامه وإجماعهم حجة فوجب القضاء بذلك. تمت. ص ١٩٩.

(٢) في أمالي ابي طالب: الفردائي، ذكره في الباب الحادي والأربعين، وفي الجداول للمؤلف كما هنا. تمت.

(٣) البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير للإمام المهدي لدين الله محمد بن علي بن أحمد الفوطي توفي عام ثمان وستين وألف ومشهده بالطويلة من جهات مدينة صعدة. تمت.

(٤) عبد مناف بن عبد المطلب وهو أبو طالب تمت مصابيح.

(٥) الضحضاح في الأصل: ما رق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين فاستعاره للنار. تمت. نهاية.