فصل وسننه: -
  - ثم بعدهما يمسح الحجر الأسود لفعله ÷.
  وندب الالتجاء والتضرع والخشوع [والدعاء] بخير الدنيا والآخرة، ويستحب له الشرب من ماء زمزم لفعله ÷، وقوله «ماء زمزم لما شرب له» [١٣٩].
  (ابن عمر والحسن البصري ومجاهد ثم المرتضى وابوطالب وعن القاسم ثم مالك وأبو حنيفة) ويكره جمع أسابيع الطواف(١) إذ صلى ÷ عقيبه ثم سعى -، ويكره الكلام حاله إجماعا لقوله ÷ «الطواف بالبيت صلاة»، ولا يفسد للخبر.
  فائدة اجمع أئمتنا $ على أن الدعاء، والرمل، واستلام الأركان، وركوب الراحلة حال الطواف غير واجب.
  السابع: السعي ثم يخرج للسعي بادئا بالصفا راقيا لها خاتما بالمروة راقيا لها قائلا لا اله إلا الله إلى آخره لفعله ÷ [١٤٠]، ......
  قوله: ماء زمزم الخ روي أن النبي ÷ شرب منها وقال: «ماء زمزم لما شرب له»، وقال: «إن شربته لضما أرواك الله وان شربته لجوع أشبعك الله وان شربته لحاجة قضاها الله» رواه في الشفاء، ونحوه، اخرج الحاكم والدار قطني، وفي الأصول عن جابر أن رسول الله ÷ شرب من ماء زمزم وقال: «ماء زمزم لما يشرب» له «اهـ.
  قوله: إذ صلى ÷ عقيبه أي الطواف وقد تقدم معناه.
  قوله: الطواف الخ وقوله: للخبر أي الطواف الخ تقدم -.
  السابع السعي
  قوله: لفعله ÷ عن علي # قال: يبدئ بالصفا ويختم بالمروة فإذا انتهى إلى بطن الوادي سعى حتى يجاوزه فان كانت به علة لا يقدر أن يمشي ركب - رواه في المجموع، وعن جابر قال: ثم خرج رسول الله ÷ بعدما رجع إلى الركن فاستلمه من باب الصفا، فلما دنا من الصفا قرا {إنّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ}[البقرة: ١٥٨] وقال: «أبدأ بما بدأ الله به»، فبدأ بالصفا فرقى عليها حتى حاذى البيت فاستقبل القبلة، ووحد الله وكبر، ثم نزل إلى المروة حتى انصبت قدماه إلى بطن الوادي حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا - رواه في الشفاء وللأصول نحوه، وعن ابن عمر أن النبي ÷ كان يسعى في بطن الوادي إذا طاف بين الصفا والمروة - رواه في الشفاء، وفي رواية عن جابر قال: خرج رسول الله ÷ إلى الصفا فبدأ بالصفا فرَقى عليه حتى إذا رأى البيت توجه إليه، وكبر، ثم قال: «لا إله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده»، ثم دعا ثم قال مثل هذا ثلاثاً، ثم نزل إلى المروة ففعل على المروة مثل ما فعل على الصفا - رواه في الشفاء وأخرج مسلم واحمد والنسائي بمعناه.
  قوله: ابدأ في الخبر الأول بصيغة الأمر في رواية النسائي، وصححه ابن حزم والنووي في شرح مسلم وله طرق عند الدارقطني، وأخرجه مسلم بلفظ «أبدأ» بصيغة الخبر، وأخرجه أحمد ومالك وابن الجارود وابوداود والترمذي وابن ماجة والنسائي أيضا «نبدأ» بالنون، قال ابوالفتح القشيري: مخرج الحديث عندهم واحد وقد اجتمع مالك وسفيان ويحي بن سعيد القطان على رواية «نبدأ» بالنون التي للجمع، قال ابن حجر: وهم أحفظ من الباقين، قلت: والله اعلم والأولى حمل ذلك على رواية المجموع(٢).
(١) عبارة البحر: الطوافات. تمت.
(٢) ليس في المجموع شيء من هذه الألفاظ التي ذكرها، ولعله يريد أنه يبدأ السعي من الصفا والله أعلم. تمت.