باب والحج
  وهو واجب إجماعا لقوله ÷ «إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا» [١٤١]، (ابن عباس وابن مسعود وانس ثم العترة وأبو حنيفة) وليس ركنا بل يجبره الدم لقوله ÷ «الحج عرفات»، قلت: ويوالي بينه وبين الطواف لفعله ÷، (القاسم) فان فرق أراق دما، (ابوطالب) وظاهره الوجوب، لفعله ÷، وقد قال: «خذوا» الخبر، «من ترك» الخبر، (الإمام) بل كالطواف(١) والوقوف والأصل البراءة، وتقديم الطواف شرط في صحة السعي للإجماع على تقديم الطواف إلا الحائض لخبر علي #، قلت: فإذا انتهى إلى بطن الوادي سعى حتى يجاوزه فان كانت به علة لا يقدر أن يمشي ركب لخبر علي # - (الأكثر) ومن الصفا إلى المروة شوط، (الإمام) فان نكسه(٢) ألغى الأول.
  (العترة والإمام ثم الفريقان) ولا دم على المحدث لقوله ÷ لعائشة وقد حاضت «اصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت» [١٤٢].
  وندب الطهارة كفعله ÷.
  قوله: لقوله ÷ «أن الله كتب عليكم السعي فاسعوا» رواه في الشفاء والانتصار والأصول، وعن حبيبة بنت أبي تجراة(٣) قالت: رأيت رسول الله ÷ وهو يقول «اسعوا فان الله كتب عليكم السعي»، وعن صفية بنت شيبة أن امرأة أخبرتها أنها سمعت النبي ÷ بين الصفا والمروة يقول «كتب عليكم السعي فاسعوا» أخرجهما أحمد، والأول أخرجه الشافعي وغيره من حديث صفية عن حبيبة فلعل المرأة المبهمة في حديث صفية هي حبيبة، وفي إسناده [عبدالله بن مؤمل] قالوا: ضعيف ووثقه ابن حبان، وله طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة والطبراني عن ابن عباس قال ابن حجر في الفتح: وإذا انضمت إلى الأولى قويت، قال: واختلف على [صفية بنت شيبة] في اسم الصحابية التي أخبرتها به ويجوز أن تكون أخذته عن جماعة فقد وقع عند الدارقطني عنها أخبرتني نسوة من بني عبد الدار فلا يضره الاختلاف، وحديث صفية قال في مجمع الزوائد في إسناده [موسى بن عبيدة] وهو ضعيف، وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث وليس بحجة، وقال يعقوب بن شيبة: صدوق ضعيف الحديث ومن الناس من لا يكتب حديثه، قالوا: هالك وكثر اختلاطه وكان من أهل الصدق انتهى، وقول ابن حجر الصحابية الخ هذا على قاعدتهم في عدالة الصحابي مطلقا وانه من رأى النبي ÷ سواء استقر معه ÷ أم لا.
  قوله: الحج عرفات تقدم.
  وقوله: لفعله ÷ تقدم ما يتضمن ذلك.
  قوله: خذوا الخبر من ترك الخبر تقدما.
  قوله: لخبر علي # سيأتي قريبا.
  قوله: لخبر علي # تقدم.
  قوله: لقوله ÷ لعائشة الخ روي عن عائشة أنها حاضت فبكت فأمرها رسول الله ÷ أن تقضي المناسك كلها غير أن لا تطوف بالبيت - رواه في الشفاء وفي الأصول نحوه، والحديث أخرجه أحمد وبخاري ومسلم وابوداود والنسائي ومالك والبيهقي وابن أبي شيبة والطبراني والترمذي بألفاظ مختلفة ومعنى واحد إن شاء الله لكن قالوا في رواية الطبراني متروك، وأصرح من ذلك قول علي # في الحائض أنها تعرف وتنسك مع الناس المناسك كلها وتأتي المشعر الحرام وترمي الجمار وتسعى بين الصفا والمروة ولا تطف بالبيت حتى تطهر - رواه في المجموع والشفاء والأصول.
(١) في المسائل: كبين الطواف. تمت.
(٢) أي ابتدأه من المروة فإنه يلغو الشوط الأول ويكمل ما بعده سبعة. تمت.
(٣) في الروض: بنت أبي تجزأة، وفي فتح الغفار: حبيبة بنت أبي بحراة. تمت.