نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل في أحكام الهدي

صفحة 370 - الجزء 1

  الثاني: أن يكون افاقيا لا من حاضري الحرم للآية⁣(⁣١)، وليست الإشارة إلى الهدي ولو كان لأتى بعلى لا باللام ولما أتى بصيغة البعد في الإشارة. (الأمير الحسين والإمام يحيى والإمام ثم الثوري ومجاهد وطاووس) وحاضر⁣(⁣٢) المسجد الحرام من كان في الحرم المحرم⁣(⁣٣) لأنه قول (ابن عباس) وهو لغوي إن قاله من جهة اللغة أو لعدم المخالف له في الصحابة إن لم يكن قاله من جهة اللغة.

  الثالث: عند (جابر ثم العترة والإمام ثم عطا وقتادة والثوري والشافعي واحمد وإسحاق بن راهويه) انه يحرم للعمرة في أشهر الحج إذ قوله تعالى {فَمَنْ تَمَتَّعَ}⁣[البقرة: ١٩٦] الآية رد لتحريم المشركين إياها في أشهر الحج فتقديرها فمن تمتع في أشهر الحج فأوجب الهدي فيها لا في غيرها ولا تمتع إلا مع هدي.

  الرابع: أن يجمع حجه وعمرته سفر وعام واحد إذ قوله إلى الحج - يقتضي الاتصال (الهدوية والناصر والإمام ثم أبو حنيفة) ولا سفر ثان مالم يصل⁣(⁣٤) وطنه إذ لا يسمى سفرا لا لغة ولا عرفا.

  الخامس: أن يحرم للعمرة من الميقات أو قبله (الهدوية) ولا يشترط كونهما في شهر واحد إذ لا دليل، والأجير للحج لو اعتمر⁣(⁣٥) ثم حج عن الميت أجزى عنه ÷ ولم يكن متمتعا إذ إحرامه بالعمرة لا عن الميت كلو جاوز الميقات عن نفسه بغير إحرام ولا يلزمه حينئذ إلا الدم⁣(⁣٦) وهو مجز، قال في البحر: إجماعا، فكذا إن احرم لنفسه بعمرة من الميقات واحرم بعد فراغها عمن استؤجر له بالحج من داخل الميقات.

  فصل «١» في أحكام الهدي: (الإمام) الشاة عن واحد والبقرة عن سبعة إجماعا والبدنة عن عشرة لخبر الحسن # أمرنا رسول الله ÷ - الخبر [١٦٠] (الإمام) ويشترك المفترضون وكذا متنفل. ومفترض لقوله ÷ «إنما لكل امرئ ما نوى»: (الإمام) فان ضل الهدي فعوض ثم وجد الأول نحرهما لخبر علي # [١٦١] ولم يفصل بين فرض ونفل.


  قوله: أمرنا رسول الله ÷ الخبر عن الحسن بن علي @ قال: أمرنا رسول الله ÷ أن نلبس أجود ما نجد وان نتطيب بأجود ما نجد وان نضحي بأجود ما نجد، البقرة عن سبعة والجزور عن عشرة وان نظهر التكبير وعلينا السكينة والوقار - رواه في الشفاء والأصول والانتصار واللفظ للشفاء مع بعض زيادة عليهما، وعن عروة والمسور بن مخرمة قالا: خرج النبي ÷ عام الحديبية يريد زيارة البيت وساق معه الهدي وكان الهدي سبعين بدنة وكان الناس سبع مائة فكانت كل بدنة عن عشرة - رواه في الأصول والشفاء واللفظ له، وعن ابن عباس كنا معه ÷ في سفر فحضرنا النحر فاشتركنا في البعير عن عشرة وفي البقرة عن سبعة - رواه في الشفاء، وأخرجه النسائي وابن ماجة واحمد والترمذي وحسنه وفي بخاري ومسلم من حديث رافع بن خديج انه ÷ قسم فعدل عشرا من الغنم ببعير.

  قوله: «إنما لكل امرئ ما نوى» تقدم.

  قوله: لخبر على # عنه # في رجل ضلت بدنته فايس منها فاشترى مكانها مثلها أو خيرا منها ثم وجد الأولى، قال: ينحرهما جميعا - رواه في المجموع.


(١) قوله تعالى {ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُن أهله حاضري المَسجِدِ الحَرَام}⁣[البقرة: ١٩٦]. تمت.

(٢) في البحر: وحاضروا المسجد الحرام ... الخ. تمت.

(٣) إذ هو المفهوم اهـ بحر، قال الإمام يحيى: وكل موضع ذكر الله فيه المسجد الحرام فإنما يريد به الحرم المحرم ولم يرد به المسجد نفسه. تمت.

(٤) في الأصل: يوصل، وما أثبتناه من البحر. تمت.

(٥) لنفسه. تمت.

(٦) للإساءة. تمت.