نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل فإن عدموا ولت أمرها رجلا من المؤمنين

صفحة 397 - الجزء 1

  (الأكثر) ويغتفر عدم الكفاءة، = قلت: في الحسب لا في الدين⁣(⁣١) = برضاء الأعلى منهما⁣(⁣٢) إذ أمر ÷ فاطمة بنت قيس بنكاح أسامة -، ولنكاح أمير المؤمنين أم كلثوم من عمر -، وعلي بن الحسين سكينة من مصعب -، وأم الكامل من احد ولد عثمان [٧٢]، ولم ينكر.


  قوله: لأمره ÷ لفاطمة بنت قيس نكاح أسامة - تقدم، والخبر مشهور وكذا تزويج أم كلثوم من عمر مشهور من رواية اصحابنا والقوم ونكاحها أيضا من عبد الله بن جعفر كذلك وكذا نكاح مصعب بسكينة بنت الحسين وأختها أم عبدالله الكامل من العثماني ومن أراد ذلك راجع مقاتل الطالبيين وكتب أخبار الأولين.


(١) اي فلا يغتفر فيه برضاء الأعلى منهما. تمت.

(٢) إلا الفاطميات عند المنصور بالله والمتوكل على الله أحمد بن سليمان وغيرهما من الأئمة المتأخرين كإبراهيم بن تاج الدين والمطهر بن يحيى ومحمد بن المطهر والإمام المهدي علي بن محمد وولده صلاح بن علي وغيرهم، وقد روي عن المؤيد بالله #، قالوا: لقوله ÷ «أمرت أن أنكح إليكم وأنكحكم إلا فاطمة» فوجب أن يكون بناتها في منزلتها ذكر هذا في ضياء ذوي الأبصار للشرفي | عن الإمام المهدي #، وروى هذا القول في تتمة الشفاء أيضا عن المؤيد بالله قدس الله روحه والمنصور بالله الحسن بن محمد بن بدر الدين، قال: ولما روي خبر عن النبي ÷ أنه قال: «لا تنكحوا النساء إلا من الأكفاء ولا كفؤ لأولاد فاطمة» وظاهر النهي على التحريم اهـ، وممن قال بهذا القول: السيد العلامة أحمد بن يوسف زيارة مؤلف تتمة الإعتصام، والإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي #، وقال السيد حميدان في مجموعه: وذلك هو المشهور المعلوم من مذهب الهادي #، وفي الرواية المشهورة عن أحمد بن عيسى # أنه دعا على ابنته بالموت مخافة أن يزوجها من ابن خالها وهو من الأحرار المسلمين ولم ينكر ذلك أحد من الأئمة $ اهـ ص ٤٩٥، قلت: وقد قص هذه الحكاية في محضر الإمام القاسم بن إبراهيم # وعبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن # في الموسم، روى ذلك الإمام أبو طالب في أماليه ولم ينكر عليه أحد منهما، وأما نكاح أم كلثوم من عمر وسكينة بنت الحسين من مصعب وفاطمة بنت الحسين من العثماني فقد أجاب عن ذلك المنصور بالله # في الشافي بما لفظه: وفي هذه السنة خطب عمر إلى علي # أم كلثوم ابنة فاطمة & فقال علي #: إنك امرؤ قد حلت وهي صبية صغيرة لا تعرف حقك وأنت محتاج إلى امرأة تعرف حقك، فقال عمر: لم أذهب حيث ذهبت ولكني سمعت رسول الله ÷ يقول «كل سبب ونسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري» فاردت أن يكون لي نسب وصهر من رسول الله ÷، فكره علي ذلك وخرج من عنده وعمر يتوقد من الغضب، فدخل العباس وقد ورم أنف عمر من الغضب فقال: والله يا بني هاشم لأفعلن ولأفعلن، قال العباس ¥: وما عليك أنا عمه وأنا أزوجك، فزوجه [الى أن قال: وهل علمت أيها الفقيه أنه لا يجوز زواج الفاطمية بغير الفاطمي إلا من ضرورة؟ فالضرورات تبيح المحضورات، أفليس الله تعالى حرم ازواج نبيه على المؤمنين لمكان السبب ومساس الجسد الطاهر المقدس للجسد؟ فإذا كان ذلك كذلك فحرمة النسب وشرف اللحم المطهر والدم أولى بالتحريم على سائر الخلق إلا ما كان من جنسه، وهذا أقوى الأقيسة الشرعية إن كنت تعرف أحكامها وتميز بين ضعيفها وقويها، فإن وقعت ضرورة ارتفع حكم التحريم كما مر الحديث، ولذلك زوج منهن من زوج في زمان بني أمية وغيرهم ولذلك قالت سكينة ^ لهشام وقد سألها أولاد أختك فاطمة منا خير أم أولادها منكم؟ فقالت سكينة ^: أبرزنا لكم يوم الطف يا أحول، فقال: إنك امرأة تحبين الشر، وبعضهن نكحن في آل عباس، وفي آل جعفر وغيرهم، وذلك لما بينا وذكرنا من الأعذار، ولولا ذلك لأنكح علي # عمر مختارا ولكنه امتنع حتى حصل المبيح الشرعي وهو الضرورة فلطف الله سبحانه في ذلك فماتت هي وولدها في وقت واحد لا يدرى أيهما مات أولا فجرى فيهما حكم الغرقى، ولو شئنا تعيين كل نكاح وسبيه لامكن ذلك ولكن يطول به الشرح والمعنى ما روينا اهـ ج /٣ - ص ٢٤٧، ٢٤٨ - ط ١، وقال # في حديقة الحكمة: على قول سكينة أبرزنا لكم يوم الطف - تشير إلى أنه لولا قتل الحسين # ما زوجنا ممن زوجنا منه اهـ. تمت.