فصل على كل موسر نفقة كل معسر
  (الإمام) ولا خلاف أن الأب ممنوع مما زاد على حاجته، وللأب أن ينفق من مال الولد على أرحام الولد المحارم لما روي انه(١) قال: يا رسول الله إن أبي يأخذ مالي فينفقه، فقال الأب: إنما أنفقته على إحدى عماته أو خالاته إلى أن قال: «أنت ومالك لأبيك» قالها ثلاثا - الخبر [١٢].
  فصل «٢» على كل موسر نفقة كل معسر (عمر ثم ابن أبي ليلى والحسن بن صالح ثم العترة وأبو ثور وأحمد بن حنبل) وعلى كل موسر نفقة كل معسر على ملته يرثه بالنسب (الإمام) أو رحم محرم صغير، أو أنثى، أو عاجز عن التكسب لقوله ÷ «وان كان فضل فعلى قرابته» الخبر، وقوله تعالى {وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ}[البقرة: ٢٣٣] واللام للجنس(٢).
  (الإمام) ولم يقل احد بغير من ذكر وإلا فظاهر الخبر كل قريب، وخرج الكافر لاشتراط الإسلام، قال القاضي جعفر: ولا خلاف فيه، ولقوله ÷ «المؤمن والكافر لا تتراءى نيرانهما» [١٣].
  (الإمام) والموسر أقل ما قيل فيه: من له فضل على قوت يوم وليلة له وللأخص به، لقوله ÷ «فليبدأ بنفسه ..» الخبر وهو ظاهر الخبر.
  قوله: يا رسول الله الخ عن جابر أن رجلا أتى إلى رسول الله ÷ فقال: يا رسول الله إن أبي يأخذ مالي فينفقه فقال الأب: إنما أنفقته يا رسول الله على إحدى عماته أو إحدى خالاته فهبط جبريل وقال: يا رسول الله سل الأب عن شعر قاله فسأله عن ذلك، فقال الأب: إن الله وله الحمد والمنة يزيدنا بك ثباتا يا رسول الله ÷ كل يوم وليلة والله لقد قلت هذا الشعر في نفسي ولم تسمعه أذناي ثم انشأ يقول:
  غذوتك مولودا وعلتك يافعا ... ثعِل(٣) بما احني عليك وتنهل(٤)
  إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت ... لسقمك إلا ساهرا أتململ
  كأني أنا المطروق دونك بالذي ... طرقت به دوني فعيناي تهمل
  فلما بلغت السن و الغاية التي ... إليها مدى ما قبل كنت أؤمل
  جعلت جوابي غلظة و فظاظة ... كأنك انت المنعم المتفضل
  فليتك إذ لم ترع حق أبوتي ... فعلت كما الجار المجاور يفعل
  قال جابر: فقبض رسول الله ÷ بتلابيب(٥) الابن وقال: «أنت ومالك لأبيك» ثلاثا - رواه في الانتصار واللفظ له وأخرجه البيهقي والطبراني.
  قوله: لقوله ÷ «المؤمن والكافر لا تتراءى نيرانهما» هكذا في المسائل(٦).
(١) الأولى لما روي أن رجلا قال: يا رسول الله. تمت.
(٢) وهي للعموم. تمت.
(٣) عل هو يعل من باب ضرب إذا شرب مأخوذ من العلل وهو الشرب بعد الشرب. تمت مصباح.
(٤) نهل البعير نهلا: من باب تعب شرب الشرب الأول حتى روي فهو ناهل. تمت مصباح.
(٥) قال في النهاية: وأخذت بتلابيب فلان إذا جمعت عليه ثوبه الذي هو لابسه وقبضت عليه تجره. تمت.
(٦) هناك بياض في الأصل ولعله كان يريد تخريج الحديث، وفي تخريج ابن بهران: وفي الجامع عن جرير بن عبد الله: قال بعث رسول الله ÷ سرية إلى خثعم فاعتصم أناس منهم بالسجود فأسرع فيهم القتل فبلغ ذلك رسول الله ÷ فأمر لهم بنصف العقل وقال: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين» قالوا: يا رسول الله لم؟ قال: «لا تراءى ناراهما» قال أبوداود والترمذي: وقد رواه جماعة ولم يذكروا جريرا، قال: وقد روي مرسلا وهو أصح، وأخرج النسائي عن اسماعيل عن قيس ولم يذكر جريرا. تمت. ج/٤ - ص ١١٦.