فصل وتجب نفقة المملوك إجماعا
  (الإمام يحيى للعترة ثم الشافعي) والمعسر: هو من لا يجد ما يتقوته إذ إنفاقه مواساة(١)، (الإمام) وفسر بالغداء والعشاء وهو اقل ما قيل، قال (الإمام يحيى) والإجماع منعقد بين العترة والفقهاء على أن المعسر الذي تجب نفقته على قريبه هو الذي لا يملك شيئا.
  فصل «٣» وتجب نفقة المملوك إجماعا لقوله ÷ «أرقاكم أرقاكم ..» الخبر [١٤]، وكذا الكسوة للخبر، ولا يجب أن يطعمه أو يكسوه مما يأكل أو يلبس عينا إجماعا، وندب لقوله ÷ «اكسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون».
  (الإمام) ولا يكلف إلا ما يطيق الدوام عليه لقوله تعالى {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦].
  (الإمام) ويجبر السيد على إنفاقه إجماعا؛ فإن كان بين اثنين فلم ينفق احدهما انفق عليه الآخر بأمر الإمام، أو الحاكم، وإن انفق عليه بغير أمرهما لم يرجع إذا كانا موجودين إجماعا.
  فصل «٤» الضيافة واجبة على كل مسلم (الإمام يحيى والإمام ثم الليث بن سعد) والضيافة واجبة على كل مسلم لقوله ÷ عند أبي داود «ليلة الضيف واجبة على كل مسلم فإن أصبح بفنائه محروما كانت دينا عليه» الخبر [١٥]، واختاره صاحب النيل؛ (الهدوية) بل يختص الوجوب بمن لا يباع عندهم الطعام كأهل القرى، ولكل بما يليق به.
  (الهدوية) وتلزم في مال الصغير والمجنون لأنه حق في المال فأشبه الزكاة، يؤيده قوله ÷ «لكل شيء زكاة وزكاة الدار بيت الضيافة» [١٦] عند (أبي طالب)، ولقوله ÷ «نزلوا الناس منازلهم» [١٧].
  قوله: أرقاكم عن علي قال: قال رسول الله ÷: «أرقاكم أرقاكم فإنهم لم ينجروا من شجر ولم ينحتوا من جبل أطعموهم مما تأكلون واسقوهم مما تشربون واكسوهم مما تلبسون» رواه في المجموع وغيره(٢).
  قوله: الضيافة عن المقدام بن كريمة انه سمع النبي ÷ يقول «ليلة الضيف واجبة على كل مسلم فان أصبح بفنائه محروما كان دينا عليه إن شاء اقتضاه وان شاء تركه» وفي لفظ «من نزل بقوم فعليهم أن يقروه فان لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه» أخرجهما أحمد وأبو داود قال ابن حجر: وإسناده على شرط الصحيح، وله أيضا «أيما رجل أضاف قوما فأصبح الضيف محروما فان نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله» قال ابن حجر: وإسناده صحيح.
  قوله: لقوله ÷ «لكل شيء زكاة وزكاة الدار بيت الضيافة» رواه ابوطالب في أماليه من رواية انس.
  قوله: لقوله ÷ «نزلوا الناس منازلهم» رواه في الشفاء، وأخرجه الخطيب في المتفق من حديث عائشة انه مر عليها رجل ذو هيبة وهي تأكل فدعته فقعد معها ومر آخر فاعطته كسرة فقيل لها؟ فقالت: أمرنا رسول الله ÷ أن ننزل الناس منازلهم -، وأخرجه الحاكم وصححه، ومسلم تعليقا وأبو داود بلفظ نحو هذا.
(١) والغني بماله لا يستحق مواساة. تمت.
(٢) وهو في أمالي أبي طالب. تمت.