فصل يحرم التسعير
  قلت: وظاهر عموم خبر المجموع عموم تحريم التفريق ولو بعد البلوغ، (القاسم بن إبراهيم) لا يحرم في الكبير، (المهدي) في الغيث يجوز بعد البلوغ إجماعا يؤيده قول علي # لما سئل عن رجل له مملوكتان أختان فوطئ إحداهما وأراد أن يطأ الأخرى قال علي: ليس له أن يطأ الأخرى حتى يبيع التي وطئها أو يزوجها -، وحديث عبادة عند الحاكم والدار قطني إن صح لا يفرق بين الأم وولدها قيل إلى متى؟ قال: حتى يبلغ الغلام وتحيض الجارية [٧٢]، (الهدوية والإمام ثم أبو حنيفة) وكذا سائر الأرحام المحارم لأمر رسول الله ÷ مناديه أن رسول الله ÷ يأمركم ألا تفرقوا بين ذوي الأرحام من الرقيق، قلت: وظاهره عموم تحريم التفريق بالبيع أو غيره من سائر الإنشاءات، وان كان سبب النهي وقع عن البيع فالعام لا يقصر على سببه؛ إلا التفريق الذي لا اختيار فيه للمفرق كالقسمة إذ سبب الملك قهري وهو الميراث.
  فصل «٤» يحرم التسعير (الإمام يحيى عن العترة ثم الشافعي) ويحرم التسعير: لقوله ÷ «إن الله هو المسعر» [٧٣]، واختاره (الإمام يحيى)، قال في الغيث: واستصلح الأئمة المتأخرون على جواز التسعير فيما عدا القوتين في بعض الأحوال، وقال شارح الأثمار: إن التسعير في غير القوتين لعله اتفاق، قلت: إن ثبت أن ثمة مخصص من النبي ÷ أو الوصي أو إجماع صحيح وإلا فالظاهر من الحديث عدم الفرق مما كان قوتا وما كان من غيره، ولا فرق أيضا بين حالة الغلاء والرخص.
  (أبو يوسف) ويحرم احتكار الطعام لقول علي جالب الطعام مرزوق والمحتكر عاص ملعون [٧٤].
  قوله: لما سئل عن رجل له جاريتان - الخبر تقدم في النكاح.
  قوله: حديث عبادة بن الصامت بلفظ لا يفرق بين الأم وولدها قيل إلى متى؟ قال: حتى يبلغ الغلام وتحيض الجارية - أخرجه الدارقطني والحاكم وفي إسناده [عبدالله بن عمرو الواقفي] قالوا: ضعيف ورماه علي بن المديني بالكذب ولم يروه عن سعيد بن عبد العزيز غيره ولكن له شاهد من حديث سلمة بن الأكوع عند أحمد ومسلم وأبي داود فصل ويحرم التسعير.
  قوله: إن الله هو المسعر عن انس أن السعر غلا على عهد رسول الله فقال الناس: يا رسول الله سعر لنا فقال: «إن الله هو القابض الباسط والرازق والمسعر واني لأرجو أن ألقى الله تعالى وليس احد يطالبني بنفس ولا مال» رواه في الشفاء وأخرجه أحمد وابوداود وابن ماجة والترمذي وصححه وابن حبان وصححه والدارمي والبزار وأبويعلى قال ابن حجر: وإسناده على شرط مسلم، وعن سالم بن أبي الجعد قال: غلا السعر على عهد رسول الله ÷ فقالوا: يا رسول الله سعر لنا فقال ÷: «إن الله تبارك وتعالى هو المسعر المقوم واني أريد أن ألقى الله ولا يطلبني احد بمظلمة ظلمتها إياه» رواه في العلوم وفي الباب عن أبي سعيد عند ابن ماجة والبزار والطبراني نحو حديث انس ورجاله رجال بخاري وحسنه ابن حجر، وعن علي # عند البزار نحوه وعن ابن عباس عند الطبراني في الصغير وعن أبي جحيفة عنده في الكبير.
  قوله: لقول علي جالب الطعام مرزوق والمحتكر عاص ملعون - رواه في المجموع والشفاء والأصول.