باب شركة الأملاك
  وعنه ÷ انه أمر بتنظيف العذرات(١) وهي الأفنية والساحات، وأمر بقطع الكنف البارزة إلى الطرق والشوارع وتحويلها إلى داخل المنازل [١١].
  وإذا اختلف في الطريق جعل سبعا، قال (الهادي): وبذلك أمر رسول الله ÷ في الطرق [ذوات](٢) المنافذ والطرق التي لا منفذ لها [١٢].
  تنبيه قوله ÷ «لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبته في جداره» [١٣] ظاهره يدل على الوجوب(٣)، وانه حق للجار، والله اعلم، وبه قال أهل الحديث، و (أحمد وإسحاق وابن حبيب والشافعي) في القديم، قالوا: ويجبره الحاكم إذا امتنع، وهذا الحديث مخصص لقوله ÷ «لا يحل مال امرئ مسلم ...» الخبر [١٤].
  وإذا تنوزع في جدار ولا بينة فلمن ليس إليه الوجه كالقمط(٤) لما حكم به حذيفة وقرره ÷ [١٥]
  قوله: وعنه ÷ انه أمر الخ في الشفاء خبرٌ وروى الهادي بإسناده إلى النبي ÷ انه أمر بتنظيف العذرات وهي الأفنية والساحات وأمر بقطع الكنف البارزة إلى الطرق والشوارع وتحويلها إلى داخل المنازل - اهـ، ومثل هذا اللفظ ذكره في الأسانيد اليحيوية.
  قوله: وبذلك أمر رسول الله ÷ من ذلك حديث ابن عباس «وإذا اختلفتم في الطريق فاجعلوه سبعة اذرع» أخرجه أحمد وابن ماجة والبيهقي والطبراني وعبد الرزاق، وعن عبادة بن الصامت أن النبي ÷ قضى في الرحبة تكون في الطريق ثم يريد أهلها البنيان فيها فقضى أن يترك للطريق سبعة اذرع، وكانت تلك الطريق تسمى الميتا - أخرجه عبدالله بن أحمد في مسند أبيه، والطبراني بلفظ قضى رسول الله ÷ في الطريق الميتا - الحديث، والراوي له عن عبادة إسحاق بن يحيى ولم يدركه، وأخرجه ابن عدي من حديث انس بلفظ قضى رسول الله ÷ في الطريق الميتا تؤتى من كل مكان - فذكر الحديث.
  قوله: قوله: ÷ «لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبته في جداره» رواه في الشفاء، ومن حديث ابن عباس «وللرجل أن يضع خشبه في حائط جاره» أخرجه عبدالرزاق وابن ماجة والطبراني والبيهقي واحمد، وفي رواية «إذا سئل أحدكم أخاه المؤمن أن يدعم جذوعه على حائطه فلا يمنعه» أخرجها البيهقي، ورواية للطبراني «لا يمنع أحدكم أخاه المؤمن خشبا يضعه على جداره»، وفي رواية لأحمد وابن ماجة «لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبه في جداره» أخرجاها عن مجمع بن يزيد ورجال كثير من الأنصار(٥).
  قوله: لقوله «لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه» رواه في الشفاء والأصول وشرح الإبانة وغيرهم.
  قوله: لما حكم به حذيفة عن حذيفة قال: اختصم إلى رسول الله ÷ رجلان في خص فأرسل معهم حذيفة فقضى بالذي يليه القمط ثم أتى النبي ÷ فاخبره فقال «أصبت وأحسنت» رواه في العلوم، ورواه في الشفاء والأصول إلا أنهما لم يذكرا.
  قوله: فأخبره فقال: «أصبت وأحسنت» والخُصّ بالخاء المعجمة والصاد المهملة جدار من قصب(٦)، وعن جعفر عن أبيه عن علي # قال: اختصم إليه بالعراق في خص فقضى بالذي يليه القمط - رواه في العلوم
(١) وسميت عذرات لأنهم كانوا يلقون العذرة في أفنياتهم فسميت عذرة، والعذرات جمع عذرة. تمت.
(٢) هكذا في الأحكام. تمت.
(٣) قال في البحر: قلنا ندب كقوله ÷ «ولا تمنعوا الموجود ...» اهـ تمام الحديث «.. فيقل خيركم». تمت شرح بحر.
(٤) في بيت الخص، والقمط: بفتح القاف اسم لعقد الحبل وبكسرها اسم للحبل نفسه. تمت صعيتري.
(٥) في الأصل ورجالا كثيرا بالنصب والصواب ما أثبتناه. تمت.
(٦) قال في المصباح: الخُص البيت من القصب مثل قفل. تمت.