نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب الإستيلاد

صفحة 81 - الجزء 2

  فصل «١» والغموس⁣(⁣١) هي ما لم يعتقد صدقها لقوله ÷ «لا تحلفوا إلا وانتم صادقون»، والصدق مطابقة الاعتقاد لآية المنافقين لا الكلام فإنه يوصف بالصدق والكذب بمطابقة الواقع وعدمه كما حققناه في الأصول فمن لم يعتقد صدقها بل كان عالما أو ظانا أنها غير صدق فهي الغموس المعدودة في الكبائر⁣(⁣٢)، (الإمام شرف الدين والإمام) ومنها الحلف بلا افعل أو لأفعلن، وهو حاله عازم على الحنث لأنه غير صادق ولا مطابق لاعتقاده، (الإمام زيد والعترة ثم أبو حنيفة وأصحابه والليث بن سعد ومالك واحمد والثوري) ولا كفارة فيها لقوله ÷ «اليمين الغموس تدع الديار بلاقع⁣(⁣٣)» ولا كفارة فيها⁣(⁣٤)، ونحوه [٥].

  فصل «٢» والمعقودة⁣(⁣٥) ما يمكن فيها البر والحنث وهي أن يحلف على أمر مستقبل ممكن وتوجب الكفارة إجماعا لقوله تعالى {فَكَفَّارَتُهُ}⁣[المائدة: ٨٩] الآية، (الناصر والمنصوربالله والمهدي أحمد بن الحسين) وحصله (ابومضروابن الخليل للمؤيد بالله والإمام ثم بعض أصحاب الشافعي) ولا تنعقد على الغير إذ هو غير مقدور، ولحديث (أبي بكر) عند بخاري ولم يأمره ÷ بالتكفير [٦]، ...


  قوله: لقوله ÷ «يمين الغموس تدع الديار بلاقع» ولم يوجب الكفارة - رواه في الشفاء، وروى الهادي إلى الحق # عن رسول الله ÷ «من حلف على مال أخيه فاقتطعه ظالما لقي الله يوم القيامة وهو معرض عنه»،

  وقال يحيى #:

  قوله: تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ}⁣[آل عمران: ٧٧] الآية نزلت في رجل حلف عند رسول الله ÷ يمينا فاجرة - رواه في الأحكام، وفي حديث ابن عمر جاء أعرابي إلى النبي ÷ فقال: يا رسول الله ما الكبائر فذكر فيها الغموس -، وفيه قلت: وما الغموس؟ قال: «هو الذي يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها كاذب» أخرجه البخاري، وفي حديث ابن مسعود عن النبي ÷ انه قال: «من حلف على يمين صبر⁣(⁣٦) يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان» أخرجه بخاري ومسلم وغيرهما، وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله ÷: «من حلف على يمين مصبورة كانبا فليتبوأ بوجهه مقعده في النار» أخرجه ابوداود، وعن اياس بن ثعلبة الحارثي أن رسول الله ÷ قال: «من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار» قالوا: وان كان شيئا يسيرا؟ قال: «وان كان قضيبا من أراك» هذه رواية مسلم والنسائي، وكرر الموطا «وان كان قضيبا من أراك» ثلاثا -.

  قوله: لحديث أبي بكر عن ابن عباس في حديث رؤيا قصها ابوبكر أن ابابكر قال: اخبرني يا رسول الله بابي أنت وأمي أصبت أم أخطأت فقال: «أصبت بعضا وأخطأت بعضا» فقال: والله لتحدثني بالذي أخطأت قال: «لا تقسم» أخرجه أحمد وبخاري ومسلم وأبوداود والنسائي وابن ماجة.


(١) قال في النهاية: سُمِّيت غَمُوسا؛ لأنها تغمس صاحبها في الإثم، ثم في النار. تمت.

(٢) لفظه في المسائل: والصادق من طابق قوله معتقده لآية المنافقين وهذا من غير نظر إلى نفس الكلام فإنه يوصف الكلام بالصدق والكذب بمطابقة الواقع وعدمها وعلى هذا من لم يكن معتقدا لصدق ما حلف عليه بل عالما أو ظانا أنها غير صدق فهي غموس، ويدخل في الغموس من حلف ليفعلن أو لا يفعلن وهو حال الحلف عازم على الحنث لأنه غير صادق لعدم مطابقة الإعتقاد. تمت.

(٣) قال في النهاية: البَلاقِع جمع بَلقع وبَلقعة وهي الأرض القفر التي لا شيء بها، يريد أن الحالف بها يفتقر ويذهب ما في بيثه من الرزق، وقيل هو أن يُفرّق الله شمله ويُغيِّر عليه ما أولاه من نِعَمِه. تمت.

(٤) الظاهر أن هذه الجملة ليست من الحديث. تمت.

(٥) قال في الروض النضير: وتسمى هذه اليمين المعقدة التي قال الله تعالى فيها، {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}⁣[المائدة: ٨٩] وسميت مُعَقَّدة لأنه يمكن حلها بالتكفير لأنها حلف على مستقبل فعلاً وتركا فامكن حَلُ عقدها. تمت.

(٦) قال في النهاية: يمين صَبّر أي ألزم بها وحُبس عليها، وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم. تمت.