نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب قتال أهل البغي

صفحة 289 - الجزء 2

  وعنه # انه لم يتعرض لما في دور أهل البصرة إلا ما كان من خراج بيت مال المسلمين [٥٥].

  فصل «٢» وإذا أسر أهل العدل احد البغاة وكان قد قتل فيهم قتله الإمام والحرب قائمة كفعل علي # في ابن اليثربي [٥٦]، وان لم يكن قد قتل اخذ سلاحه وحلفه أن لا يقاتله وخلى سبيله كفعل الوصي في صفين [٥٧].

  (الإمام) ومن حضر معهم ولم يقاتل جاز قتله إذ لم ينكر علي # قتل محمد بن طلحة بعد أن نهاهم عن قتله -، ولقوله ÷ من سود⁣(⁣١) علينا فقد شرك في دمائنا»، وقال: «من كثر سواد قوم فهو منهم» [٥٨].

  فصل «٣» وعن علي # انه قال يوم الجمل: أما ما كثروا به عليكم في المعسكر من عبد أو امة أو شيء فهو لكم، وأما ما كان في البيوت فهو لعيالهم [٥٩]، وروي عنه # انه أمر بقطع الميرة عن معاوية لعنه الله [٦٠] فعلى هذا قطع الميرة عن الباغي موقوف على رأي الإمام على (١) قدر ما يوجبه الحال.


  قوله: وعنه # انه لم يتعرض لما في دور أهل البصرة إلا ما كان من خراج بيت المال - رواه في المجموع.

  قوله: كما فعل علي # في ابن اليثربي روي انه لما حمل إلى أمير المؤمنين يوم الجمل قال له: يا أمير المؤمنين استبقني، قال: ابعد ما قتلت ثلاثة من أصحابي وأمر بقتله - رواه في الأصول والحديث مبسوط في شرح النهج وغيره.

  قوله: كفعل الوصي عن أبي العباس الحسني ¥ بإسناده عن يزيد بن بلال قال: شهدت مع علي # صفين فكان إذا أتي بأسير قال: إني لن أقتلك صبرا إني أخاف الله رب العالمين وكان يأخذ سلاحه ويخلي سبيله ويحلفه أن لا يقاتل ويعطيه أربعة دراهم - رواه في الأصول.

  قوله: إذ لم ينكر علي # الخ روي أن عليا نهى عن قتل محمد بن طلحة السجاد وقال: إياكم وصاحب البرنس فقتله رجل فلما قتله لم ينكر علي # على القاتل - لأنه صار ردءا لهم ومكثرا سوادهم وقد قال النبي ÷: «من سود علينا فقد شرك في دمائنا»، وقال ÷: «من كثر سواد قوم فهو منهم» هكذا في الشفاء.

  قوله: عن علي # انه قال يوم الجمل: أما ما كثروا به عليكم في المعسكر من عبد أو امة أو شيء فهو لكم وأما ما كان في البيوت فهو لعيالهم إنهم ولدوا على الفطرة - رواه في الشفاء، قال في الجامع الكافي: عن الحسن بن يحيى انه اجمع آل رسول الله ÷ انه يغنم ما حوى عسكر أهل البغي مما اجلبوا به واستعين به عليهم -، وقال محمد بن منصور: لا نعلم بين علماء آل الرسول ÷ اختلافا أن علي بن أبي طالب # غنم ما اجلب به أهل البغي في عساكرهم من مال أو سلاح أو كراع تُقويّ به عليه في حروبه وقسم ذلك بين أصحابه منهم من شهد ذلك معه الحسن والحسين ومحمد بن علي -، ورواه⁣(⁣٢) أيضا علي بن الحسين وابوجعفر محمد بن علي وجعفر بن محمد ويحي وعبدالله بن الحسن وزيد بن علي ومحمد بن عبدالله وحكما به عند ظهورهما، وجعفر بن محمد بن زيد حكم به أيضا عند ظهوره وممن شهدنا من علمائهم وأهل الفضل منهم مثل أحمد بن عيسى والقاسم بن إبراهيم وعبدالله بن موسى صلوات الله عليهم ورضوانه.

  قوله: روي انه أمر بقطع الميرة عن معاوية - لفظ الشفاء روي أن عليا أمر زياد بن حفصة التميمي بقطع الميرة عن معاوية - اهـ


(١) ومعنى كلامه هذا: من أكثر جماعة أعدائنا وزاد في سوادهم علينا اهـ، قال الهادي #: والتسويد هو التكثير بالنفس والمال. تمت تتمة الإعتصام.

(٢) أي روى أن عليا # غنم ما أجلب به اهل البغي ... الخ. تمت.