نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب قتال أهل البغي

صفحة 290 - الجزء 2

  فصل «٤» (الإمام يحيى والإمام) وللإمام أن يعاقب بأخذ المال، (المؤيد بالله والإمام) أو إفساده لقوله ÷: «من منعنا الزكاة ..» الخبر، (المؤيد بالله والإمام) وإحراق الدور وهدمها كفعل علي # [٦١]، وإذ هو ادخل في الزجر.

  (الإمام) وكذا الحاكم يجوز كالتعزير، قال (الفقيه يحيى): وهو الأولى، وقال (الفقيه يوسف): وهو الأظهر، ولأخذ سعد سلب من صاد في الحرم لما قال فيه ÷: «فله سلبه» إذ المقصود الزجر، وهو من النهي عن المنكر فجاز للحاكم لذلك.

  فصل «٥» (ابوالعباس وابوطالب والإمام ثم أبو حنيفة) وينقض من أحكامهم ما خالف الحق لقول علي # في ما رده على المسلمين من قطائع: والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته - الخبر [٦٢]، وقوله # لو ثنيت لي الوسادة⁣(⁣١) لغيرت أشياء [٦٣].

  (الإمام يحيى) ولا يجب قتال من تظهر بمذهب الخوارج مهما لم يخرجوا عن أمر الإمام وقضائه وان كفروه وسبوه إذ لم يقتل علي # من كان معه منهم [٦٤]، قلت: ترك الوصي قتلهم يدل على عدم الجواز وهو الذي يظهر من اختيار والدي ثبته الله.


  قوله: لقوله ÷ «من منعنا ..» الخ تقدم في الزكاة.

  قوله: كفعل علي قد تقدم في البيع فعله في المحتكر -، وروي عنه انه احرق دور قوم كانوا يبيعون الخمر - رواه في الشفاء، وفيه وفي الأصول أن علي # هدم دار جرير بن عبدالله البجلي لما لحق بمعاوية، واحرق دار ثور بن عمرو وهدم منها لما لحق بمعاوية أيضا -.

  قوله: لما قال فيه ÷: «فله سلبه ..» تقدم في الحج.

  قوله: لقول علي # ما رده على المسلمين من قطائع عثمان: والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته فان في العدل سعة ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق - رواه في النهج.

  قوله: وقوله # لو ثنيت لي الوسادة لغيرت أشياء - رواه في الشفاء⁣(⁣٢)، ولفظ النهج لو قد استوت قدماي من هذه المداحظ⁣(⁣٣) لغيرت أشياء -.

  قوله: إذ لم يقتل علي # الخ روي انه # كان جالسا في أصحابه فمرت بهم امرأة جميلة فرمقها⁣(⁣٤) القوم بأبصارهم فقال #: إن أبصار هذه الفحول طوامح⁣(⁣٥) وان ذلك سبب هبابها⁣(⁣٦) فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلامس أهله فإنما هي امرأة كامرأة⁣(⁣٧) - فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافر⁣(⁣٨) ما افقهه، فوثب القوم ليقتلوه فقال #: رويدا⁣(⁣٩) إنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب - رواه في النهج، وروي انه قال # لبعضهم: لا نمنعكم نصيبكم من الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا ولا نمنعكم مساجدنا ما دمتم على ديننا ولا نبدأكم بالحرب حتى تبدؤنا - رواه الهادي في الأحكام وذكره في المسائل ورواه في أصول الأحكام.


(١) قال في بحار الأنوار للمجلسي: ثنى الشيء كسعى: رد بعضه على بعض، ذكره الفيروز آبادي، والوسادة المخدة، وقد يطلق على ما يجلس عليه من الفراش، وإنما تثنى الوسادة للحكام والامراء لترتفع ويجلسوا عليها فيتميزوا، أو ليتكئوا عليها، ويؤيد الأول ما في بعض الروايات «فجلست عليها»، وثني الوسادة هنا كناية عن التمكن في الأمر ونفاذ الحكم. تمت ج /٤٠ - ص ١٣٧.

(٢) ورواه المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في الشافي ج/٤ - ص ٢٠٧ الطبعة الأولى. تمت.

(٣) المداحظ: المزالق. تمت.

(٤) قال في القاموس: رمقه لحظه لحظا خفيفا. تمت.

(٥) طوامح جمع طامح أو طامحة، وتقول طمح البصر إذا ارتفع، وهبَابُها بالفتح: أي هيجان هذه الفحول لملامسة الأنثى. تمت فهرس ألفاظ غريب النهج.

(٦) هكذا في نسخة المؤلف التي بخط يده وفي النهج، وفي نسخة أخرى من النجوم هناتها وهو تصحيف من الناسخ. تمت.

(٧) وفي نسخة من نسخ النهج: كامرأته. تمت.

(٨) في النهج: كافرا بالنصب، وفي شرح النهج للإمام يحيى: من كافر. تمت.

(٩) رويدا أي مهلا. تمت.