نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

صفحة 300 - الجزء 2

  وأخبار كثيرة [٩٦]، والإجماع على وجوب ذلك.

  فصل «١» وشروطهما خمسة: -

  الأول: أن يعلم الأمر الناهي حسن ما أمر به وقبح ما نهى عنه وإلا قبح إذ لا يأمن أن يأمر بمنكر وينهى عن معروف ولا يكفي الظن الغير المستند إلى دليل إذ لا يأمن ما ذكر، (الإمام) وما أدى إليه نظر الناظر في الدليل من الاجتهاد داخل في العلم إذ يجب عليه العمل بما أدى إليه اجتهاده في جميع الأحكام قطعا⁣(⁣١).

  الثاني: ظن التأثير لقول علي # لولا قيام الحجة بوجود الناصر - الخبر، وقوله ÷ في حديث النصرة «وان ترك نصرته وهو يقدر عليها» الخبر [٩٧]، فمن لم يظن التأثير فلا قدرة له، قلت: وفيه نظر⁣(⁣٢).

  (الإمام) أما حيث كان المأمور والمنهي غير عارفين وجب الإبلاغ إجماعا لقوله تعالى {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}⁣[المائدة: ٦٧]، {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا}⁣[البقرة: ١٥٩] الآية، «من كتم علما» الخبر [٩٨].

  الثالث: أن يعلم أو يظن انه لا يؤدي إلى مثله أو أنكر منه إذ من حق كل واجب أن يتعرى عن وجوه القبح قال تعالى {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}⁣[الأنعام: ١٠٨] الآية.

  الرابع: أن لا يخشى على نفس أو عضو أو مال أو [يخشى من]⁣(⁣٣) حبس إذ قد جاز ترك الواجب وفعل بعض المحظورات للضرورة، قال {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا}⁣[آل عمران: ٢٨]، {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ}⁣[النحل: ١٠٦]،.


  قوله: وأخبار كثيرة منها ما رواه الناصر في البساط بإسناده إلى أبي عبيدة قال: قال رسول الله ÷: «لما وقع النقض في بني إسرائيل جعل احدهم يرى أخاه على الذنب فينهاه عنه ولا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وجليسه فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ونزل فيهم القرءان {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآيات الأربع إلى {وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}⁣[المائدة: ٧٨ - ٨١]»، قال: وكان رسول الله ÷ متكأ فاستوى جالسا ثم قال: «كلا والذي نفسي بيده حتى تأخذوا على يد الظالم فتاطروه على الحق أطرا» وذكر بعضه في الأصول وشرح التجريد واخرج نحوه عن ابن مسعود ابوداود والبيهقي وابن ماجة وللترمذي قريب منه وقال: حسن غريب، قال الناصر: يأطروه على الحق أي يعطفوه على الحق -.

  قوله: لقول علي # لولا قيام الحجة - تقدم.

  قوله: في حديث النصرة عن انس قال: قال رسول الله ÷: «من اغتيب عنده أخوه المسلم فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة وان ترك نصرته وهو يقدر عليها خذله الله في الدنيا والآخرة» رواه أبو طالب في أماليه.

  قوله: «من كتم علما» الخبر عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ÷: «من كتم علما مما ينفع الله به في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار» رواه ابوطالب في أماليه.


(١) قال في شرح الأساس للشرفي: إن الإجتهاديات يدخلها العلم وذلك وإن كان مظنونا للمجتهد فإنه يجب عليه قطعا العمل به وإذا وجب عليه العمل به قطعا وجب الأمر به والنهي عنه كذلك هكذا ذكروه وهو حق والله أعلم. تمت.

(٢) لعل وجه النظر: أن ذلك واجب للإعذار وإن لم يحصل الظن بالتأثير لقوله تعالى {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}⁣[الأعراف: ١٦٤]. تمت.

(٣) ما بين المعكوفين من المسائل. تمت.