باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
  وقول علي أما السب فسبوني - الخبر [٩٩]، والإجماع على أن ترك الواجب أهون من فعل المحظور.
  (الإمام يحيى والإمام) فان فعل الخشية فحسن لقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ}[التوبة: ١١١]، {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}[لقمان: ١٧].
  (الإمام) أما حيث يظن التأثير لكنه لا يأمن الضرر فيجب عليه الأمر والنهي قال تعالى {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩]، وقال علي #: يكون في آخر الزمان قوم ينبغ(١) فيهم قوم مراءون فيتقرون ويتنسكون لا يوجبون أمرا بالمعروف ولا نهيا عن المنكر إلا إذا امنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير يتبعون زلات العلماء وما لا يضرهم =إلى قوله= وقد رفضوا أسنم الفرائض وأشرفها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة كبيرة - الخبر [١٠٠].
  الخامس: أن يعلم أو يظن انه إن لم يأمر وينه وقع المنكر وإلا لم يجب.
  فصل «٢» ولا يجوز التجسس لقوله تعالى {وَلَا تَجَسَّسُوا}[الحجرات: ١٢] ولكن ينكر ما ظهر.
  (الناصر) وله أن يهجم إن غلب في ظنه المنكر لفعل علي # مع النجاشي [١٠١] عند ابن أبي الحديد.
  قوله: لقول علي # أما السب فسبوني فانه لي زكاة ولكم نجاة وأما البراءة فلا تبرءوا(٢) مني فاني ولدت على الفطرة(٣) - رواه في النهج.
  قوله: وقال علي #: يكون في آخر الزمان قوم نبغ فيهم(٤) قوم مراءون فيتقرؤن ويتنسكون لا يوجبون أمرا بالمعروف ولا نهيا عن المنكر إلا إذا أمنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير يتبعون زلات العلماء وما لا يضرهم في نفس ولا مال فلو أضرت الصلاة والصيام وسائر ما يعملون بأموالهم وابدأنهم لرفضوها وقد رفضوا أسنم الفرائض وأشرفها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصالحين فريضة تقام بها الفرائض وتحل المكاسب وترد المظالم وتعمر الأرض وينتصف من الأعداء فأنكروا المنكر بألسنتكم وصكوا بها جباههم =نسخة= جباهكم ولا تخافوا في الله لومة لائم - رواه ابوطالب في أماليه، وروى المرشد بالله في أماليه بإسناده إلى محمد بن سالم عن زيد بن علي # انه قال: قال علي #: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة إذا أقيمت استقامت الفرائض - اهـ.
  قوله: لفعل علي # قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: حدث ابن الكلبي عن عوانة قال: خرج النجاشي في أول يوم من شهر رمضان فمر بأبي سمال الأسدي وهو قاعد بفناء داره فقال له: أين تريد؟ قال: أردت الكناسة، فقال: هل لك في رؤوس وإليات قد وضعت في التنور من أول الليل فأصبحت قد أينعت وقد تهرأت(٥)؟ قال: ويحك في أول يوم من رمضان! قال: دعنا مما لا يعرف، قال: ثم مه؟ قال: أسقيك من شراب كالورس يطيب النفس يجري في العروق ويزيد في الطرف يهضم الطعام ويسهل للفدم الكلام، فنزل فتغديا ثم أتاه بنبيذ فشرباه فلما كان آخر النهار علت أصواتهما ولهما جار من شيعة علي # فاتاه فاخبره بقصتهما فأرسل إليهما قوما فأحاطوا بالدار فأما أبوسمال فوثب إلى دور بني أسد فافلت واخذ النجاشي - الخبر.
(١) في أمالي أبي طالب: نبغ، وكذلك في التخريج هنا. تمت.
(٢) في نسخة من نسخ النهج: فلا تتبرءوا مني - تمت.
(٣) تتمته: وسبقت إلى الإيمان والهجرة -. تمت نهج.
(٤) نبغ الشيء إذا ظهر، ونبغ فيهم النفاق إذا ظهر ما كانوا يخفون منه. تمت نهاية.
(٥) قال في القاموس: وهراه البرد اشتد عليه، والريح اشتد بردها، واللحم انضجه كهرأه وأهرأه، وقد هرئ بالكسر هرءا وهرءا وهروءا وتهرأ. تمت.