النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[طرق التعدي]

صفحة 1000 - الجزء 2

  لها في المعنى، والأخفش جعله قياسيا⁣(⁣١)، وأجاز أن تقول: (أظننت) و (أحسبت) و (أزعمت) وقال سيبويه: دخولها قياس في اللازم والمتعدي إلى واحد، وسماع في المتعدي إلى اثنين، وكذلك التضعيف والمتعدي بحرف سماع في المتعدي إلى اثنين قياس في اللازم والمتعدي إلى واحد، والجمهور منعوا من التضعيف في المتعدي إلى اثنين، واختلف في عمل (أنبا) و (نّبأ)، فالجمهور جعلوا عملها بالتضمين لمعنى (علم) والهمزة والتضعيف فيما هو متعدي إلى اثنين، ضعيف بخلاف (أعلم) و (أرى) فقد وجدوا قبل الهمزة متعديين إلى اثنين والهمزة يجوز أن تعدى وتدع، لم يستعمل في ماضيهما وقال المصنف:⁣(⁣٢) إن هذه الخمسة أصلها أن تعدى إلى واحد، والمفعولان الآخران وقعا موقع المصدر وانتصبا انتصابه ومعنى قولك (أنبأ زيد عمرا قائما) (أنبأت زيدا إنباء) و (عمرا قائما) تفسيرا للنبأ، وفرق بينه وبين (أعلمت زيدا عمرا قائما) فإن (عمرا قائما) ليس هو المصدر الذي يلزم رفع المفعولين، وإنما هو الإعلام، وإنما هو متعلق العلم والإعلام لا نفسه، وضعف كلامه بوجوه ثلاثة:

  أحدها: أنه يلزم رفع المفعولين لأنهما جملة، والجملة تحكى، ولو وقعت موقع المفعول نحو: قرأت: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}⁣(⁣٣). وقال تعالى: {وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ٧٨ سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ}⁣(⁣٤).


(١) ينظر شرح المصنف ١١٠، وشرح الرضي ٢/ ٢٧٤ - ٢٧٥.

(٢) ينظر شرح المصنف ١١٠.

(٣) الفاتحة ١/ ١.

(٤) الصافات ٣٧/ ٧٨ - ٧٩.