النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[طرق التعدي]

صفحة 1001 - الجزء 2

  الثاني: أنّا لا نسلّم أن (أنباته نبأ) و (خبرته خبرا) مفعول مطلق، بل هو مفعول به بدليل جواز دخول الباء عليه نحو: (أخبرتك بخبر) و (أنبأتك بنبأ) ولا يجوز (ضربتك بضرب).

  الثالث: أنهما لو كانا واقعين موقع المصدر لم يجز دخول (إنّ) و (أنّ) عليهما مثل: (أخبرت أنّ زيدا قائم).

  قوله: (فهذا مفعولها الأول كمفعول (أعطيت»، يعني في جواز حذفه (أعلمت عمرا قائما) فإنما يحذف الأول لأنه مغاير للآخرين، كمفعول (أعطيت)، ومنهم من منع حذفه، وروي عن سيبويه⁣(⁣١)، لأنه فاعل في المعنى، لأن (أعلم) بمعنى (علم) والفاعل لا يجوز حذفه، ولأنه يلتبس في بعض الصور نحو: (أعلمت زيدا عمرا قائما غافلا) أن يكون عمرا معلما عند حذف زيد.

  قوله: (والثاني والثالث كمفعولي علمت)، يعني أنه يجوز حذفهما معا، ولا يجوز حذف أحدهما، لأنهما كالمبتدأ والخبر، وفي ذلك خلاف، فالجمهور أجازوا حذف الثلاثة معا، كالمبتدأ والخبر، وحذف الأول وحده دون الآخر، وحذف الآخرين دون الأول ولم يجيزوا حذف أحدهما، وروي عن سيبويه:⁣(⁣٢) أنه يجوز حذف شئ منها، وبعضهم أجاز حذف الأول ومنعوا من حذف الآخرين أو حذف أحدهما، واختلفوا هل يجوز إلغاء


(١) ينظر الكتاب ١/ ٤١.

(٢) ينظر الكتاب ١/ ٤١ - ٤٣، وشرح الرضي ٢/ ٢٧٦، وهمع الهوامع ٢/ ٢٥٠.