النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

أفعال القلوب

صفحة 1004 - الجزء 2

  وهو كثير، و (حسبت) تكون بمعنى (ظننت)⁣(⁣١) الذي هو خلاف اليقين بإمارة، و (خلت) ك (جئت) ويجوز في مضارعها للمتكلم فتح الهمزة وكسرها، و (زعمت)

  بمعنى الاعتقاد الباطل نحو: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣(⁣٢). وقد تستعمل نحو قوله:

  [٦٦٢] اللّه موف للناس ما زعما⁣(⁣٣) ... ... -

  و (علمت) في اليقين، وقد جاء بمعنى الظن، نحو: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ}⁣(⁣٤) و (وجدت) بمعنى (علمت)، وأما (رأيت) فمعنى (علمت) وقيل بمعنى (ظننت) وقيل بمعناهما معا نحو: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً ٦ وَنَراهُ قَرِيباً}⁣(⁣٥) فالأول بمعنى الظن والثاني بمعنى العلم، وهي تستعمل في رؤية القلب ورؤية العين والحلميّة، ورأيت زيدا بمعنى أصبت رؤيته برؤية العين، ورأيته بمعنى أصبت رؤيته لا يتعديان إلا لواحد، ورؤية


(١) للتفصيل ينظر الكتاب ١/ ١١٨ وما بعدها، شرح المفصل ٧/ ٧٧ وما بعدها، وشرح الرضي ٢/ ٢٧٧ وما بعدها، وشرح ابن عقيل ١ وما بعدها.

(٢) التغابن ٦٤/ ٧، وتمامها: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}

(٣) هذا عجز بيت من المنسرح، وصدره:

نودي قم واركبن بأهلك إنّ

وهو للنابغة الجعدي في ديوانه ١٣٦، وجمهرة اللغة ٨١٦، واللسان العرب مادة (زعم) ٣/ ١٨٣٥، وخزانة الأدب ٩/ ١٣١ - ١٣٤، ونسبه الرضي في شرحه إلى أمية بن أبي الصلت ٢/ ٢٧٨

والشاهد فيه قوله: (زعم) قد استعمل للتحقيق، وقيل بمعنى ضمن وقيل بمعنى (قال) وبمعنى وعد

(٤) الممتحنة ٦٠/ ١٠، وتمامها: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ...}.

(٥) المعارج ٧٠/ ٦ - ٧.