النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[اقسامها]

صفحة 1007 - الجزء 2

  والاقتصار كقوله تعالى: {أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ}⁣(⁣١) الأخفش وجماعة⁣(⁣٢) منعوا من حذفها اقتصارا واختصارا، وبعضهم أجاز حذفها اختصارا، ومنع منه اقتصارا، والفرق بين الاختصار والاقتصار، أن الاختصار المحذوف منه مراد مقدر، والاقتصار عكسه، وأما حذف أحدهما فلا يجوز اقتصارا، وأما الاختصار فمنعه طائفة، واختاره المصنف⁣(⁣٣)، لأنهما مرتبطان، والصحيح جوازه نحو: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ}⁣(⁣٤). فيمن قرأ بياء الغيبة تقديره البخل هو خيرا لهم، ومن قرأ بتاء الخطاب فالتقدير: بخل الذين، على حذف مضاف والمفعولان مذكوران نحو:

  [٦٦٧] وإنا لقوم لا نرى القتل سبّة ... إذا ما رأته عامر وسلول⁣(⁣٥)

  قوله: (بخلاف باب أعطيت)، يعني فإن مفعوليها ليس من باب المبتدأ


(١) الرعد ١٣/ ١٩ وتمامها: {أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ} في الأصل (كمن لا يعلم) وهو خطأ (ويفوت الاستشهاد بالآية).

(٢) ينظر الهمع ٢/ ٢٢٥.

(٣) ينظر شرح المصنف ١١٠ - ١١١.

(٤) آل عمران ٣/ ١٨٠ وتمامها: {بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ ...} {وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}

قرأ حمزة بالتاء، وقال أحمد بن يحيى (ثعلب) الوجه عندنا بالتاء، وقرأ الباقون بالياء، ينظر الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ١١٦ - ١١٧ وحجة القراءات لابن زنجلة ١٨٣، والنشر في القراءات العشر ٢٤٦، والكشف عن وجوه القراءات السبع ١/ ٣٦٦، والسبعة في القراءات لابن مجاهد ٢١٩.

(٥) البيت من الطويل وهو بلا نسبة في اللسان مادة (سلل) ٣/ ٢٠٧٧، ويروى (أناس) بدل (لقوم).

والشاهد فيه (لا نرى القتل سبة) حيث نصب بفعل نرى القتل مفعول أول وسبة مفعول به ثان، وحذف المفعول الثاني من رأته.