النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

الأفعال الناقصة

صفحة 1021 - الجزء 2

  الأفعال مما لا يستغني عن الخبر بمرفوعه، والمصنف⁣(⁣١) حكى الأصول، وهي ما كثر استعماله، وذلك ثلاثة عشر فعلا، والملحق بها وهو (آض وعاد وغدا وراح) و (ما جاء حاجتك)⁣(⁣٢) و (قعدت كأنها حربة)⁣(⁣٣) فهذه ألحقها ب (كان) لنقصانها.

  قوله: (وقد جاء (ما جاءت حاجتك) و (قعدت كأنها حربة) يعني أنّ (جاء) و (قعد) ناقصان، بمعنى (صار) و (ما جاءت حاجتك) ويروى بنصب حاجتك ورفعها، وأول من قالها الخوارج لابن عباس لما جاءهم من علي⁣(⁣٤) #: يطلبهم الرجوع إلى الحق، فإن رفعت احتمل أن تكون (ما) نافية و (جاء) تامة أي لم تحصل حاجتك ومرادك منا، وأن تكون (ما) استفهامية وهي خبر متقدم و (حاجتك) اسم جاء وهي ناقصة، وإن نصبت احتمل أن تكون (ما) نافية وفي جاءت ضمير هو اسمها مثل: (أن يكون عندك صبرة فترسل بغرارة لتجعل تلك الصبرة فيها، فيقال لك (ما جاءت الغرارة حاجتك) أي لم تسع، واحتمل أن تكون استفهامية وحاجتك الخبر، وفي جاءت ضمير راجع إلى (ما) وأنثه لأنه عائد على مؤنث في المعنى، واختلف في قياس الأفعال المزيدة، فالمصنف⁣(⁣٥) قال:


(١) ينظر شرح المصنف ١١٢.

(٢) ينظر الكتاب ١/ ٥٠ - ٥١، ٢/ ١٧٩، وقال في الكتاب وزعم يونس أنه سمع رؤبة يقول: ما جاءت حاجتك فيرفع وينظر شرح المصنف ١١٢، وشرح الرضي ٢/ ٢٩٢، والهمع ٢/ ٧٠.

(٣) ينظر اللسان مادة (قعد) ٥/ ٣٦٩٠، وينظر شرح المفصل ٧/ ٩١، وهمع الهوامع ٢/ ٧٠.

(٤) ينظر شرح المفصل ٧/ ٩١، وشرح الرضي ٢/ ٢٩٢، وينظر همع الهوامع ٢/ ٧٠.

(٥) ينظر شرح المصنف ١١٢.