النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[تعدادها]

صفحة 1022 - الجزء 2

  تقاس (جاء) ومنه (جاء البرّ قفيزين)⁣(⁣١)، وغيره منع، وأما قعد في قولهم:

  (أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة)، فالفراء⁣(⁣٢) طرد القياس فيها وجعل منه: {فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً}⁣(⁣٣) والأكثر منع، وبعضهم طرد القياس فيما كان على هيئة نحو: (أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة)، وزاد بعضهم تمّ وكمل نحو: {فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}⁣(⁣٤) وكمل العدد أربعين {فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا}⁣(⁣٥) ورجع {فَارْتَدَّ بَصِيراً}⁣(⁣٦) واستحال وتحول⁣(⁣٧)، وزاد الكوفيون⁣(⁣٨) (هذا) و (هذه) نحو: (وهذا القمر بازغا) و (هذه الشمس طالعة).

  قوله: (لإعطاء الخبر حكم معناها) يعني بذلك الدلالة في حصول الصفة للفاعل على حسب معنى ذلك الفعل، إثبات أو نفي أو صيروة أو اعتبار زمان مخصوص⁣(⁣٩).


(١) ينظر الهمع ٢/ ٧٠.

(٢) ينظر معاني القرآن للفراء ٢/ ١٢٢، والهمع ٢/ ٦٤.

(٣) الإسراء ١٧/ ٢٩، وتمامها: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً} وينسب (قعد) بمعنى صار إلى الزمخشري، ينظر الهمع ٢/ ٧٠.

(٤) الأعراف ٧/ ١٤٢، وتمامها: {وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ...}.

(٥) مريم ١٩/ ١٧، وتمامها: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا}

(٦) يوسف ١٢/ ٩٦، وتمامها: {فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً ...}

(٧) ينظر شرح الرضي ٢/ ٢٩٠.

(٨) ينظر رأي الكوفيين في الهمع ٢/ ٧١.

(٩) العبارة منقولة عن شرح المصنف بدون إسناد، ينظر شرح المصنف ١١٢.