النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[معانيها]

صفحة 1033 - الجزء 2

  ذكر وتامة بمعنى بقي أو تمكن ومنه {ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ}⁣(⁣١) أي بقيت.

  قوله: (ومن ثم احتيج إلى كلام لأنه ظرف) يعني أن ما دام لا تستقل بجملتها مثل: ما زال، لأن (ما) التي مع (دام) مصدرية ودام صلتها [ظ ١٢٦] وهي دالة على الزمان، لأن المصدر يؤقت نحو: (آتيك مقدم الحاج) أي وقت مقدمه، فلما كان على الظرفية⁣(⁣٢) لم يستقل كلاما لأن الظرف فضلة لا بد منه من تقدم كلام وهو آتيك أو نحوه.

  قوله: (وليس)⁣(⁣٣) وهي فعل عند سيبويه⁣(⁣٤) وجمهور البصريين لاتصال ضمير الرفع بها، ولحوق تاء التأنيث فيها⁣(⁣٥)، وحرف عند الكوفيين بدليل عدم تصرفها، وسكون وسطها وورود: (ليس الطيب إلا المسك)⁣(⁣٦) برفع المسك، وأجيب بأنه مبتدأ وخبره محذوف، والجملة حالا، وقيل: مطلقا في موضع خبر عن اسم، التقدير: (ليس الطيب إلا المسك أفخره).

  قوله: (لنفي مضمون الجملة) أي معناها.

  قوله: (حالا وقيل: مطلقا) اختلف في المنفي بها، فقال الجمهور


(١) هود ١١/ ١٠٧ وتمامها: {خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ}

(٢) ينظر شرح المصنف ١١٣، وشرح الرضي ٢/ ٢٩٦.

(٣) قال الرضي في شرحه ٢/ ٢٩٦: قال سيبويه وتبعه ابن السراج ليس للنفي مطلقا تقول: ليس خلق اللّه مثله في الماضي، وقال تعالى: {يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ} وفي المستقبل، وجمهور النحاة على أنها لنفي الحال ...

(٤) ينظر الكتاب ١/ ١٤٧.

(٥) ينظر شرح الرضي ٢/ ٢٩٦.

(٦) ينظر الكتاب ١/ ١٤٧.