ونحو: (نعم) و (لا) في قوله:

  [٧٠٥] أبى جوده لا البخل واستعجلت ... نعم من فتى لا يمنع البرّ قاتله⁣^(⁣١)

  وفيهما لغات⁣^(⁣٢) (نعم) و (بئس) على وزن (كتف) وهو الأصل، قال:

  [٧٠٦] ما أقلت قدم راكبها ... نعم الساعون في الأمر المبر⁣^(⁣٣)

  ونعم وبئس ك (فلس) قريء {فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}⁣^(⁣٤) بفتح النون وسكون العين، ونعم وبئس بكسرهما، كما قريء {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}⁣^(⁣٥)،

= شيئا سوى كلمة (لا) فاستعملها جميل على أنها اسم وليست حرفا.

(١) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في الخصائص ٢/ ٣٥، وينظر مغني اللبيب ٣٢٧، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٣٤، واللسان مادة (نعم) ٦/ ٤٤٨٥، والبحر المحيط ١/ ١٥٠. ويروى في المحكم لابن سيدة: الجوس بدل الجوع وهما بمعنى واحد. ويرويه الفارسي كما نقل عنه السيوطي في شرح شواهد المغني بنصب البخل بقوله: وزعم أنه مفعول أبى.

والشاهد فيه قوله: (لا البخل استعجلت به نعم) حيث سبقت (نعم) (لا) وذلك على سبيل المديح باعتبار أنهما اسمان.

(٢) ينظر اللسان مادة (نعم) ٦/ ٤٤٨٣.

(٣) البيت من الرمل، وهو لطرفة بن العبد في ديوانه ٥٨، وينظر المقتضب ٢/ ١٤٠، والخصائص ٢/ ٢٢٨، والمحتسب ١/ ٣٤٢ - ٣٥٧، والإنصاف ١/ ١٢٢، وهمع الهوامع ٥/ ٢٨، وخزانة الأدب ٩/ ٣٧٩ - ٣٧٧.

واللسان مادة (نعم) ٦/ ٤٤٨٣، والبحر المحيط ٥/ ٣٧٧، وشرح الرضي ٢/ ٣١٢.

والشاهد فيه قوله: (نعم) بكسر العين مما يدل على أن الأصل في نعم وبئس كسر العين في (فعل).

(٤) الرعد ١٣/ ٢٤ وتمامها: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} قرأ يعمر (فنعم) بفتح النون وكسر العين، وقرأ ابن وثاب فنعم بفتح النون وسكون العين وتخفيف فعل لغة تميميه، والجمهور بكسر النون وسكون العين. ينظر البحر المحيط ٥/ ٣٧٧ - ٣٧٨.

(٥) النساء ٤/ ٥٨ وتمامها: {... وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً}.

قرأ الجمهور بكسر العين اتباعا لحركة العين، وقرأ بعض القرّاء نعمّا بفتح النون على الأصل إذ الأصل نعم على وزن شهد، ونسب إلى أبي عمرو سكون العين فيكون جمعا بين ساكنين) ينظر البحر المحيط ٣/ ٢٩٠.