[حذف المخصوص]
  تعالى: {وَساءَتْ مُرْتَفَقاً}(١) و (ساء غلام الرجل زيد) وظاهر كلامه اختصاص (ساء) بهذا الحكم وليس كقولك: بل جاز في كل فعل ثلاثي تفيد مدحا أو ذما مما يكون على فعل نحو: (حسن الرجل زيد) و (عظم الرجل زيد) ومضى أشباه ذلك.
  قوله: (ومنها حبذا) أي من أفعال المدح والذم قيل إذا أردت المدح أثبتها قال:
  [٧٠٨] يا حبذا أنت يا صنعاء من بلد(٢) ... ...
  وإذا أردت الذم نفيتها قال: (لا حبذا أتت صنعاء من بلد) وقيل:
  ليست لمدح ولا ذم، وإنما تفيد المبالغة في الحبّ، والحبّ قريب من المدح، لأن المحبوب ممدوح غالبا وأصلها حبب ذا، أي صار محبوبا فادع على قياسه ولا يكون في (حبّ) مع (ذا) إلا فتح الفاء وإن كان قياسه جواز الضم، ومع غيرها يجوز الوجهان نحو:
  [٧٠٩] ... ... وحبّ بها مقتولة حين تقتل(٣)
(١) الكهف ١٨/ ٢٩ وتمامها: {... وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً}.
(٢) صدر بيت من البسيط، وعجزه:
ولا شعوب هوى مني ولا نقم
وهو للمرار العدوي ويقال ل زياد بن منقذ كما في خزانة الأدب ٥/ ٢٥٠، وينظر شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ١٣٨٩، وشرح المفصل لابن يعيش ٧/ ١٣٩، وشرح شواهد المغني ١/ ١٣٤، وهمع الهوامع ٥/ ٥٠، والمقاصد النحوية ١/ ٢٥٧، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٢٠٣، ويروى ألا حبذا، ولا حبذا والشاهد فيه قوله: (حبذا) تدخل عليها (لا) فتساوي بئس في العمل والمعنى.
(٣) عجز بيت من الطويل، وصدره:
فقلت: اقتلوها عنكم بمزاجها