النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[معاني من]

صفحة 1071 - الجزء 2

  الأول: ابتداء الغاية، وزعم المبرد⁣(⁣١) والأخفش⁣(⁣٢) الصغير والسهيلي⁣(⁣٣) أن معانيها كلها راجعة إليه، وهل يدخل ما بعدها في ما قبلها، فيه قولان:

  إذا كانت لابتداء الغاية، فقد صح تقدير إلى نحو: سرت من البصرة، وقد لا يصح نحو زيد أفضل من عمرو، و (أعوذ باللّه من الشيطان) وهي تكون في المكان ومع الفاعل اتفاقا، وأما في الزمان فمنعه البصريون⁣(⁣٤) اتفاقا ب (مذ) و (منذ) كما لم يستعملوها في المكان اتفاقا ب (من) وأجازه الكوفيون⁣(⁣٥) محتجين بقوله تعالى: {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}⁣(⁣٦) و {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}⁣(⁣٧) وقوله:

  [٧١٢] ... . ... أقوين من حجج ومن دهر⁣(⁣٨)

  وهو كثير لا يحتمل التأويل، وتأوله البصريون⁣(⁣٩) على حذف مضاف أي من تأسيس أول يوم، ومن حجج، وقال بعضهم: إن أردت الابتداء


(١) ينظر المقتضب ٤/ ١٣٦، وينظر شرح المفصل ٨/ ١٠، والمغني ٤١٩.

(٢) ينظر شرح المفصل ٨/ ١٠، والمغني ٤١٩.

(٣) ينظر المغني ٤٢٠.

(٤) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٢٠، والجنى الداني ٣٠٨.

(٥) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٢١، والجنى الداني ٣٠٨.

(٦) التوبة ٩/ ١٠٨ وتمامها: {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ...}.

(٧) الروم ٣٠/ ٤ وتمامها: {فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}.

(٨) عجز بيت من الكامل، وصدره:

لمن الديار بقنة الحجر

وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ٨٦، ينظر الأغاني ٦/ ٨٦، والإنصاف ١/ ٣٧١، وشرح المفصل ٨/ ١١، والسعر والشعراء ١/ ١٤٥، ومغني اللبيب ٤٤١، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٥٠، وأوضح المسالك ٣/ ٤٨، ورصف المباني ٣٢٠، وهمع الهوامع ٣/ ٢٢٦، وخزانة الأدب ٩/ ٤٣٩، وشرح الرضي ٢/ ٣٢١، ويروى مذ حجج ومذ دهر والرواية عند الكوفيين ما أثبته الشارح.

والشاهد فيه قوله: (من حجج ومن دهر) حيث جاء من لابتداء الغاية الزمانية.

(٩) ينظر المغني ٤٢٠.