النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[معانيها]

صفحة 1072 - الجزء 2

  أو الانتهاء في الزمان، حيث (من) و (إلى) لتعذر (منذ) نحو: (ما رأيته من يوم كذا إلى يوم كذا) لأنك إذا جئت ب (منذ) نحو: (ما رأيته منذ يوم الجمعة إلى يوم السبت) فهم أن انقطاع الرؤية متصل به من الإخبار، فإذا أردت انقطاعه قبل ذلك لم يصح (إلى) مع (من) و (إلى) لأن من لا تفيد اتصال الانقطاع، بخلاف (منذ) و (مذ)، وقد تفيد (من) ابتداء الغاية في غير الزمان والمكان نحو: (أعطيتك من درهم إلى دينار) وقول الكاتب:

  (من فلان إلا فلان) وزاد سيبويه⁣(⁣١) وابن السراج⁣(⁣٢) أنها تكون لانتهاء الغاية مع المفعول نحو: (نظرت من داري الهلال من خلل السحاب) و (شممت من داري الريحان من الطريق)، وزاد بعضهم بمعنى (عن) نحو:

  {فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ}⁣(⁣٣).

  الثاني قوله: (للتبيين) يعني لتبيين الجنس في الصفات ويحسن مكانها نحو: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ}⁣(⁣٤) أي الذي هو الوثن.

  الثالث قوله: (والتبعيض)⁣(⁣٥) يعرف بصلاحيته (بعض) مكانها نحو:

  (أكلت من الرغيف) وقوله: (بغالب)⁣(⁣٦) {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ


(١) ينظر الكتاب ٤/ ٢٢٥.

(٢) ينظر الأصول ١/ ٤١١.

(٣) الزمر ٣٩/ ٢٢ وتمامها: {أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.

(٤) الحج ٢٢/ ٣٠ وتمامها: {ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ...} {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} وعلامة التبيين صحة وضع الموصول في موضعه، قالوا: لو قيل:

فاجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان استقام المعنى) نقلا عن الكافية المحققة ٢١٥.

(٥) ينظر الكتاب ٤/ ٢٢٥، والمغني ٤٢٠، والجنى الداني ٣٠٩، وشرح المفصل ٨/ ١٢، وشرح الرضي ٢/ ٣٢١.

(٦) خلت الكافية المحققة من (بغالب).