النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[معاني الباء]

صفحة 1082 - الجزء 2

  ومنعه الزمخشري⁣(⁣١) لأنها لا تدخل في (ما) إلا لأجل التشبيه بليس، وأما في خبر لا فأجازه ابن مالك⁣(⁣٢)، ومنعه غيره، وأما السماعي فمع المبتدأ نحو: (بحسبك زيد)، ومع الفاعل نحو: {وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً}⁣(⁣٣)، ومع المفعول نحو: (ألقى بيده) {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ}⁣(⁣٤) وهو أكثر من الفاعل والمبتدأ، وقد زيد من معاني الباء السببية وهي الداخلة على علة الفعل وسببه نحو:

  {فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ}⁣(⁣٥) {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا}⁣(⁣٦) وبعضهم يدخله في الاستعانة والبدل نحو:

  [٧١٨] فليت لي بهم قوما إذا ركبوا⁣(⁣٧) ... ... -

  وقيل هي من المقابلة وبمعنى (عن) نحو: [ظ ١٣٢] {فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً}⁣(⁣٨) و {سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ}⁣(⁣٩) فبعضهم قيده بالسؤال، وبعضهم لم يقيده


(١) ينظر رأيه في شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٥٢٣ وما بعدها، ورد ابن مالك عليه.

(٢) ينظر شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٥٢٣ وما بعدها.

(٣) النساء ٤/ ٧٩، وتمامها: {ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ...}.

(٤) البقرة ٢/ ١٩٥، وتمامها: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا ...}.

(٥) النساء ٤/ ١٥٥.

(٦) النساء ٤/ ١٦٠.

(٧) صدر بيت من البسيط، وعجزه:

شنوا الإغارة فرسانا وركبانا

وهو لقريط بن أنيف في شرح شواهد المغني ١/ ٦٩، وينظر الجنى الداني ٤٠، ومغني اللبيب ١٤١، وشرح ابن عقيل ١/ ٥٧٧، وهمع الهوامع ٤/ ١٥٩، وخزانة الأدب ٦/ ٢٣٥، والمقاصد النحوية ٣/ ٧٢.

والشاهد فيه قوله: (فليت لي بهم) أي بدلهم فاستعمل الباء بمعنى بدل.

(٨) الفرقان ٢٥/ ٥٩، وتمامها: {الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً}

(٩) المعارج ٧٠/ ١.