[مبحث رب]
  أراد عيسى وآدم والقمر و (تقليل) نظير بمعنى إنه وإن كثر منه فهو قليل من غيره كقول المفتخر:
  [٧٢٦] ... رب غارة شعواء(١) ... ... -
  و (رب ناقة كوماء نحزوب) واختار عدة من النحاة صلاحيتها للتقليل والتكثير، وجعلها ابن درستويه(٢) للتكثير، واحتج لورودها في الافتخار وبعضهم قال: هذه حروف إثبات لا تفيد تقليلا ولا تكثيرا، وإنما يستفاد من القرينة واختاره أبو حيان(٣).
  قوله: (ولها صدر الكلام) يعني على ما يتعلق به ولا يصح (لقيت رب رجل) لا أنها تكون أول الكلام فإنه تقع خبرا لمبتدأ نحو: (زيد ربّه رجلا) وإنما لزمت الصدر على متعلقها لأنها للتقليل، وتقليل الشيء يقارب نفسه، والنفي له الصدر، وحملا على (كم) حمل نقيض، وحمل نظير عند من جعلها للتكثير.
(١) البيت من السريع، وهو لضمرة بن ضمرة في لسان العرب مادة (هيه) ٦/ ٤٧٤٢، وينظر شرح الرضي ٢/ ٣٢٣، ونوادر أبي زيد ٥٥، والإنصاف ١/ ١٠٥، وشرح المفصل ٨/ ٣١، وشرح ابن عقيل ٢/ ٣٤، وهمع الهوامع ٤/ ٢٣١، وخزانة الأدب ٩/ ٣٨٤، والدرر ٤/ ٢٠٨، والمقاصد النحوية ٣/ ٣٣٠، وتمام البيت:
ماوي يا ربتما غارة ... شعواء كاللذعة بالميسم
والشاهد فيه قوله: (ربتما غارة) حيث دخلت ما الزائدة التي من شأنها أن تكف حرف الجر عن عمل الجر على رب فلم تكفها عن العمل في لفظ ما بعدها.
(٢) ينظر الجنى الداني ٤٤٠. قال ابن مالك في شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٤٤٨: (بل هي حروف تكثير وفاقا لسيبويه والتقليل بها نادرا) وينظر رأي درستويه في همع الهوامع ٤/ ١٧٥.
(٣) ينظر الهمع ٤/ ١٧٥.